مصر - الكون بزنس
غادر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، العاصمة المصرية القاهرة وفي مقدمة مودعيه رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي.
خلال الزيارة، نقل الأمير محمد بن سلمان تحيات وتقدير الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما حمله الرئيس المصري تحياته للملك سلمان. تم خلال الجلسة مناقشة العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، وبحث سبل تطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة قضايا عربية وإسلامية مشتركة.
شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية الحالية. كما أشار السيسي إلى ضرورة تعزيز التنسيق المشترك لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدًا على حرص البلدين على تعزيز التعاون من خلال تدشين "مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي" برئاسة السيسي وولي العهد السعودي.
من الجانب السعودي، أكدت تصريحات السفير عبد العزيز المطر، مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العلاقات بين مصر والسعودية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ الحديث، حيث دعمت المملكة مصر في عدة مناسبات تاريخية هامة، مثل دعمها خلال العدوان الثلاثي على مصر، ودورها القيادي في حرب أكتوبر 1973. كما كان لقرار الملك فيصل بوقف إمدادات النفط إلى الغرب دور محوري في تحقيق النصر وزيادة الوزن السياسي والاقتصادي للمنطقة.

في إطار الزيارة، تم توقيع اتفاقية جديدة لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسعودية. وجرى استعراض الشراكة الاقتصادية بين البلدين في مجالات متعددة تشمل الطاقة والنقل والسياحة، إلى جانب التبادل التجاري. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز هذه الشراكة بما يعود بالنفع على كلا الشعبين.
السعودية تُعد ثاني أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 نحو 12.8 مليار دولار (48 مليار ريال). وتشمل الاستثمارات السعودية في مصر حوالي 127 مليار ريال، فيما تبلغ الاستثمارات المصرية في السعودية 18.7 مليار ريال، موزعة على أكثر من 6830 شركة.
تتضمن أهم الواردات السعودية من مصر المنتجات المعدنية، الفواكه، والمنتجات النباتية، بالإضافة إلى المعادن العادية ومواد غذائية محضرة. أما الصادرات السعودية إلى مصر فتشمل منتجات معدنية، ألبانا ومصنوعاتها، منتجات كيميائية عضوية، ألمنيوم ومصنوعاته، وورق مقوى.

أكدت هذه الزيارة على أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ومثلت فرصة لتوحيد الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية المشتركة. كما أشار السفير المطر إلى أن هذه العلاقات بلغت أوجها في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن البلدين لعبا دورًا محوريًا في تأسيس جامعة الدول العربية.
شهدت العلاقات المصرية السعودية خلال الفترة الأخيرة تطورات ملحوظة تعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين. وتأتي زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر لتعزيز هذا التعاون في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية والإسلامية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار، إلى جانب التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية التي تمس أمن واستقرار المنطقة. العلاقة بين البلدين تعكس قوة الشراكة الاستراتيجية والتاريخية، وهو ما يسهم في تعزيز استقرار المنطقة وتحقيق الازدهار المشترك.