الشرقية - الكون بزنس
كتب/ عاطف الأسود
تحليل حسابات التكاليف في المنشآت الصحية يعد من الأسس الأساسية لإدارة الموارد المالية بكفاءة، ذلك لأن المنشآت الصحية تتعامل مع تكاليف معقدة ومتشعبة تتضمن نفقات على المعدات الطبية، الأدوية، الأجور، والمرافق، وغيرها من النفقات التشغيلية.
تحليل هذه التكاليف يسهم في تحديد التكاليف الحقيقية لتقديم الرعاية الصحية، ومن ثم تحسين الكفاءة المالية وجودة الخدمة، فيما يلي أبرز جوانب هده، تحليل حسابات التكاليف المباشرة تشمل الأدوية، المعدات الطبية، الأجور الخاصة بالعاملين في تقديم الرعاية (للكادر الطبي من أطباء وتقنيين)، التكاليف غير المباشرة والتي تشمل الأجور الإدارية، تكاليف الطاقة، الصيانة، والإيجارات. تبقى ثابتة بغض النظر عن حجم الخدمة.
اما ما يتعلق بالتكاليف المتغيرة مثل تكاليف الأدوية والموارد الطبية التي تختلف حسب عدد المرضى والخدمات المقدمة تحتاج إلى استخدام مؤشرات الأداء المالي مثل نسبة التكلفة إلى الإيرادات، معدل العائد على الاستثمار، ومعدل النفقات على كل مريض
هذا يحتاج الى فريق من الاقتصاد الصحي او متخصص في احتساب قيمة الدخل العائد للمنشئات التي يتم انعكاسه على المصروفات وهذا من وجهة نظري له اهمية قصوى
و بعد دراسة و بحث معمق وجد أن العدوى و التعقيم هم العنصران المهمين، إذا اردنا أن نخفض التكاليف لدى المنشئات الصحية، أتطرق هنا إلى أمور في غاية الأهمية حفاظاً على الإنفاق نتيجة عدم ادراك ما سيحصل لو لم تؤخد هذه النقاط بشكل فاعل وعملي:- المخرجات الهوائية لنظام التكييف المركزي في المنشآت الصحية له آثار سلبية خطيرة تؤثر على صحة المرضى . وأهمية غسيل ملابس الكادر الطبي في المنشأة الصحية أمر ضروري
ولكي نصل إلى نتائج ملموسة لتخفيض التكاليف والاستفادة من العائد الربحي يتوجب علينا وضع المعيار لمثل هده الأمور بالتحليل المالي في تحديد المجالات التي يمكن تقليل التكاليف فيها، مما يسهم في تحسين القدرة على تحقيق الأرباح دون التأثير على جودة الخدمة الصحية، حيث يعتبر من أكبر التحديات في العديد من الأنظمة الصحية على القطاعين العام والخاص، كيفية تحسينها لتقليل الإنفاق الزائد، فمن الضروري تحديد التكلفة الفعالة (Cost-Effective) لكل خدمة صحية ويشمل هذا تقييم التكلفة والفائدة، ليساعد في توجيه الإنفاق نحو المجالات التي تحقق أكبر فائدة، هذه السياسات قد تشمل تقليل التكاليف، أو إعادة تخصيص الموارد بشكل يحقق أقصى استفادة من التكنلوجيا الصحية مثل الأنظمة الإلكترونية لإدارة المستشفيات (HIS) كما تحليل البيانات تساعد في تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
بلا ادنى شك استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تحديد احتياجات المرضى وتخصيص الموارد بكفاءة يمكن أن يقلل من التكاليف المرتبطة و يساعد المنشآت الصحية في تقدير العوائد على الإنفاق (Return on Investment). فإذا تم استثمار الأموال بشكل فعال، فسيؤدي ذلك إلى تحسين ربحية المنشأة الصحية، وتقديم رعاية أفضل للمرضى فتأثير التكاليف على الأسعار المرتفعة التي يدفعها المرضى أو التأمين الصحي، إذا كانت المنشآت الصحية غير قادرة على ضبط التكاليف، فقد تضطر إلى رفع أسعار الخدمات، مما يؤدي إلى زيادة عبء الإنفاق على
المرضى ومن تلك التأثيرات العدوى البكتيرية والإجراءات المرتبطة بالتعقيم بشكل كبير على التكاليف العلاجية في المنشآت الصحية، خاصةً في حالات الإهمال يمكن ارتفاع التكاليف العلاجية التي تؤدي إلى مضاعفات صحية مما يستدعي مدة الإقامة في المستشفى واستخدام الأدوية، فتزداد ارتفاع التكاليف
إضافة الى ذالك وجود عمالة متخصصة في النظافة له دور فاعل لدى نرى و للأسف لم يؤخد هذا بعين الاعتبار بوضع عمالة غير متخصصة لعدم الرغبة بدفع تكاليف عالية وهذا له مردود سلبي قد ينعكس على جودة الخدمات الصحية مما يؤدي الى زيادة الإنفاق نتيجة العدوى والتعقيم السليم على سبيل المثال عدم الحرص على التدقيق على دورات المياه وما يترتب عليها من أضرار
من الإهمال في التعقيم والنظافة بشكل يومي بعدم استخدام اجود المواد المعقمة وهذا قد يؤثر سلبًا على سمعة المنشأة الصحية، مما يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل المرضى، وبالتالي انخفاض الإيرادات وزيادة التكاليف المرتبطة بتعويض الخسائر، بشكل عام إن تحسين إجراءات التعقيم والوقاية من العدوى البكتيرية يقلل من التكاليف العلاجية طويلة المدى ويحسن من جودة الرعاية الصحية المقدمة.
اما ما يتعلق بالمرافق و الخدمات -:عدم التأكد من المخرجات الهوائية لنظام التكييف المركزي في المنشآت الصحية له آثار سلبية خطيرة تؤثر على صحة المرضى والعاملين في تلك المنشآت، حيث يمكن تلخيص الآثار السلبية في
النقاط التالية:-
الأهمية للمنشئات الصحية هي البيئة السليمة ليس فقط في علاج المرضى بل المحافظة على جودة الهواء الداخلي فتكييف الهواء غير الفعّال أو الملوث قد يؤدي إلى تدهور جودة الهواء في المنشأة الصحية، هذا يمكن أن يؤثر على راحة المرضى وموظفي الرعاية الصحية ويزيد من التعرض للملوثات مثل الغبار، والمواد الكيميائية، والجراثيم، مما يعرض الجميع لمخاطر ، (مثل مرضى السرطان، أو مرضى العناية المركزة) هم أكثر عرضة لتأثيرات التلوث الهوائي ، نقص التهوية المناسبة أو التلوث الهوائي قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة. كما يسبب ذلك تهيجاً للحساسية أو مشاكل تنفسية للمرضى والعاملين في المنشأة، مثل الربو أو التهابات الجهاز التنفسي.
عدم الاهتمام بفحص وصيانة مخرجات هواء التكييف المركزي يمكن أن يؤدي إلى نقص في كفاءة النظام، مما يضطر المنشأة لاستهلاك طاقة إضافية من أجل الحفاظ على درجة حرارة هواء مريحة، مما يترتب عليه تكاليف أعلى للطاقة.
إذا كانت المنشأة الصحية تعاني من مشاكل في جودة الهواء والتلوث، فقد يؤثر ذلك سلبًا على سمعتها، قد يشعر المرضى والعائلات بالقلق بشأن سلامتهم، مما يؤدي إلى انخفاض الثقة في الخدمات الصحية المقدمة.
لذلك، من الضروري ضمان أن نظام التكييف المركزي في المنشآت الصحية يتم صيانته بانتظام، غسيل ملابس الكادر الطبي في المنشأة الصحية أمر ضروري للغاية، الملابس الطبية، مثل المعاطف والزي الموحد، قد تتعرض للمواد البيولوجية والمعدية أثناء التعامل مع المرضى لذلك، يجب غسل هذه الملابس بانتظام وفقًا لإرشادات صحية صارمة للحفاظ على سلامة الكادر الطبي والمرضى على حد سواء.
يمكن أن يشمل ذلك غسل الملابس عند درجات حرارة عالية، واستخدام مواد تنظيف مضادة للبكتيريا، وتجنب استخدام الملابس مرة أخرى دون التأكد من نظافتها بشكل كامل.
ختاماً تحليل حسابات التكاليف في المنشآت الصحية يعد أداة حيوية لضبط الإنفاق وتحقيق الكفاءة كدراسة دقيقة للعوامل المختلفة المؤثرة على التكاليف، اما استخدام الأدوات المناسبة لتحديد مجالات التحسين له التأثير إيجابيًا على تقديم الرعاية الصحية من خلال تقليل التكاليف وتحسين الجودة و هذا ما تسعى له ادارة الخدمات الصحية لدى وزارة الصحة إلى تسعى دائماً لتحقيقه تمشياً مع الرؤية المستقبلية من خلال القطاع الصحي بمختلف المناطق بناء على التوجيهات من القيادة و المسئولين في هذا الصرح الكبير في تقديم افظل الخدمات للمستفيد ، لذا وضع برنامج متكامل في القطاع الصحي للدورات التدريبية في تحليل حسابات التكاليف في المنشات الصحية عامل مهم في تقليل الانفاق من الموارد المالية التي قد توظف الى تطوير جودة الخدمات الصحية و هذا هو الهدف الرئيسي لولاة الأمر حسب رؤية ٢٠٣٠ للملكة العربية السعودية