السعودية تحتفي بآلة الطار في مهرجان موسيقي يربط الماضي بالحاضر

تحتضن المملكة العربية السعودية حدثاً ثقافياً مميزاً يتمثل في إقامة مهرجان "آلة الطار"، الذي تنظمه هيئة الموسيقى السعودية، احتفاءً بجماليات هذه الآلة العريقة ودورها البارز في الفنون الشعبية الوطنية. ويأتي هذا المهرجان ليؤكد على أهمية الطار كرمز من رموز الهوية الموسيقية السعودية، وكموروث فني أصيل يعكس تاريخ المملكة وتراثها الغني. تنطلق فعاليات المهرجان في نسخته الأولى خلال الفترة من 20 إلى 23 أغسطس الجاري على مسرح أبوبكر سالم في منطقة البوليفارد بالرياض، بالتزامن مع استضافة العاصمة لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ما يمنح الحدث زخماً إضافياً ويجعله محط أنظار الزوار من داخل المملكة وخارجها.


المهرجان يزخر بالعديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى إثراء التجربة الفنية للجمهور، حيث تتوزع الأركان المستوحاة من سوق الحلة للآلات الموسيقية، وتقام تجارب تفاعلية تتيح للزوار فرصة التعرف عن قرب على أسرار صناعة الطار وتقنياته، إضافة إلى أركان للتصوير التذكاري التي تمنح الحاضرين لحظات لا تُنسى. كما يشكل المهرجان منصة فنية مهمة لدعم المواهب السعودية الشابة، عبر توفير مساحات للتفاعل المباشر مع الجمهور في أجواء مفعمة بالأصالة والحيوية والإبداع، الأمر الذي يعزز مكانة الرياض كعاصمة للمهرجانات الثقافية على المستوى الإقليمي.

 وتندرج هذه المبادرة ضمن جهود هيئة الموسيقى لإبراز الثقافة الموسيقية السعودية وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي المحلي والعالمي، من خلال الدمج بين الحفاظ على الموروث الفني الأصيل وتقديمه بأسلوب


معاصر يلائم مختلف الأذواق، ويجذب الجماهير من شتى أنحاء العالم. الطار، الذي يعد من أقدم الآلات الموسيقية المعروفة في الحضارات الإنسانية، يمتد تاريخه إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث عُثر على نقوش ورسوم توثق استخدامه في كهوف ومواقع أثرية قديمة. ويكتسب الطار مكانة خاصة في الفنون الشعبية السعودية، إذ يُستخدم في العرضة النجدية التي كانت تلهب حماسة الرجال في أوقات الحروب، ولا تزال حتى اليوم أحد أهم الفنون الوطنية التي تؤدى في المناسبات الرسمية والشعبية. كما يعد الطار عنصراً لا غنى عنه في أداء فن السامري، الذي يعتمد على الشعر النبطي ويجسد قيم التكاتف والتآزر، وكذلك في فن الخبيتي الذي يشكل أحد أعمدة الفن الشعبي في المملكة ويعتمد بشكل رئيسي على إيقاعاته.

ويصنع الطار من إطار خشبي يكسوه جلد الماعز، وتعلق على أطرافه أجراس معدنية تمنحه نغمة مميزة، ويحرص العازفون على وضعه بالقرب من مصدر حرارة لشد الجلد وتحسين جودة الصوت، خاصة عند أدائه في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والاجتماعية في المملكة ودول الخليج. هذا المهرجان لا يقتصر على كونه احتفاءً بآلة موسيقية، بل يمثل رسالة ثقافية وفنية تعكس اعتزاز السعوديين بتراثهم، وسعياً حثيثاً لنقله للأجيال القادمة بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة.


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

86%

لا

14%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

75%

لا

25%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

46%

لا

54%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023