آل نوح… حين يتحول العطاء إلى إرث وطني
بقلم: عاطف بن علي الأسود
باحث في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية.
الكون بزنس: الشرقية
في زمن تُقاس فيه النجاحات بحجم الاستثمار والمكاسب، هناك عائلات اختارت أن تزرع الخير، لا في حسابات الأرقام فقط، بل في قلوب الناس وذاكرة الوطن. ومن بين هذه النماذج الوطنية التي تستحق التقدير والإشادة، تبرز عائلة آل نوح كأحد أعمدة العطاء المجتمعي في المنطقة الشرقية، حيث امتزج المال بالبذل، والمكانة بالمسؤولية، لتشكل حضورًا تنمويًا وإنسانيًا قلّ نظيره.
لم يكن المال لدى آل نوح وسيلة للربح فقط، بل كان أداة لبناء الإنسان وتحقيق التكافل، فامتدت أيديهم إلى المحتاجين، وتحوّلت مبادراتهم إلى مشاريع قائمة تخدم المجتمع في عمقه واحتياجاته الأساسية. ولعل من أبرز تلك المبادرات:
• إنشاء مركز آل نوح الاجتماعي، وهو صرح يُجسّد الرؤية الواعية بأهمية العمل المؤسسي في خدمة المجتمع، ويقدم برامج نوعية تعنى بالتنمية البشرية، ودعم الأسر، والتمكين المجتمعي.
• الدعم الخيري المستمر، في مجالات متعددة: التعليم، والرعاية الصحية، وتيسير الزواج، وتأمين السكن، وغيرها من المبادرات التي حملت بصمتهم ونيّاتهم الخالصة.

تلك المبادرات لم تكن ردّ فعل، بل نابعة من رؤية راسخة بأن من يحمل القدرة يحمل معها واجب العطاء، ومن يؤمن بوطنه لا يتوانى عن أن يكون جزءًا من نهوضه.
إن عائلة آل نوح لم تكتفِ بالمساهمة، بل صنعت فرقًا، وكان لها حضور فعلي ومؤثر في حياة الناس، مؤمنة بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وبأن الريادة لا تكتمل إلا حين تقترن بالمسؤولية.
وقد أكسبهم هذا النهج احترامًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية، وجعلهم نموذجًا مشرفًا لعائلة وطنية ترفع شعار: “نُعطي لأننا نؤمن… ونبني لأننا ننتمي”.
إن تجربة آل نوح تؤكد أن الخير حين يكون متجذرًا في القيم، يصبح إرثًا خالدًا، لا ينتهي بانتهاء مشروع، بل يستمر أثره في النفوس، ويُنقَل للأجيال القادمة.
وفي مجتمع يزدهر بعطاء رجاله وصدق نواياهم، يقف آل نوح اليوم كعنوان مشرف لما يجب أن يكون عليه المال حين يتّحد مع الرسالة، والقدرة حين تُمزج بالحكمة.
نموذج يستحق التقدير… وعطاء يستحق أن يُروى.