كتب : محمد العيسى - الرياض
Alissa3m@gmail.com
تعتبر هذه القمة بمثابة فرصة مميزة لمعرفة الى اين يتجه العالم في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، وإمكانية استخدامه على نطاق واسع لبناء مستقبل أفضل للجميع, وانعكاسات ذلك على صناع القرار المهتمين بالاستفادة من تلك الإمكانات لخير البشرية.
أبرز ما جاء على لسان معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور"عبد الله سواحة"في هذا الإطار أن أشد الأزمات الاقتصادية للبشرية ككل تأتي تابعة للأزمات الصحية،فإن نظرنا نظرة ثاقبة الى ما سببته جائحة كوفيد 19 سنجد أن تكلفة الرعاية الصحية نسبةً الى الناتج المحلي الاجمالي كانت تتراوح ما بين ١٠ الى ١٥% قابلة للزيادة مما كان سيشكل سببا لافلاس بعض القطاعات الاقتصادية،لذا نحن نجتمع اليوم في هذه القمة تحت رعاية المملكة العربية السعودية لنبحث في كيفية معالجة هذه الأزمة خصوصا مع وجود جائحة صحية مثل كوفيد١٩ المستجد، ونترجمها الى فرص يمكننا ان نحققها في القرن 21 لتمكين الناس وحمايه الكوكب والمضي قدما الى الامام.
وأضاف معاليه الى حديثه حيث ذكر الهواتف الذكية التي نملكها اليوم تتمتع بوجود كاميرا ذاتية وسي بي يو معالج وجي بي يو محرك للتعلم الآلي،مشيراً الى أن هذه القدرات ستساعدنا في معالجة أشياء كثيرة مثلاً النوع الثاني لمرض السكري وهو احد الاسباب الرئيسية المسببة للوفاة،لذلك نشجع الجميع بأن يأخد كل واحد مثلاً صورة لقرنيته وأن يكون لديه امكانية رصد مبكر لأنواع او علامات النوع الأول والثاني لمرض السكري.
مضيفاً أن علم البيانات والذكاء الاصطناعي سوف تسبب اختلالا في كل المعارف الموجوده لدينا اليوم واذا مضينا قدما لحماية هذا الكوكب، وعندما يتعلق الامر بحماية الارض فان المملكة تكون السباقة دائما كما هي اليوم الرائدة في مجال الطاقه الحرارية وقد استفدنا من التواصل والترابط الكبير بين البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي لتوفير احد اكثر الانظمة أمنا في مجال الطاقه الحرارية، واذا مضينا في مسؤوليتنا للانتقال من استخدام الطاقة الحرارية الى اعتماد الطاقة المستدامة الخضراء المتجددة في مدن المستقبل، فاننا سوف نكون قادرين على ايجاد طريقا نحو اقتصادات الفوتونات الخضراء الى الالكترونات الخضراء ومن ثم الى الهيدروجين الاخضر لنصل به الى مستوى ممكن ان يمكننا من تحويل الطاقة من اشياء لا يمكنها ان تعمل في الشبكات القائمة اليوم وهي تقريبا تمثل 60% من مزيج الطاقة الموجودة اليوم مثال, تحويل الرياح والطاقة الشمسية الى الكترونات خضراء من خلال هذه العملية الكهربائية مع وجود البحر الاحمر لتوفير طاقة خضراء باسعار مقبولة تساعدنا على المضي قدما في الطيران الاخضر والنقل البحري الاخضر لان هذه الاشياء حتى اليوم لا يمكن ان تعمل باستخدام بطاريات الليثيوم.
وقد كانت هناك كلمة للمستشار العام للأمم المتحدة السيد " فابريزو هوش شايلد" أشار بها أن الجائحة ليست فقط دعوة للاستيقاظ ولكنها مواجهة وتجربة لما قد يأتي بعد ذلك. وأضاف أن مواجهاتنا مهمة وان هذا العقد مهم جدا ليكون عقد ذا أفعال هامة و نامل ان يساعدنا الذكاء الاصطناعي على العودة الى المسارالصحيح ويساعدنا على الاختيار بحكمة .
عندما سئل عن كيفية قيام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية على التسريع من العمل في تحقيق وتلبية الموعد النهائي في ٢٠٣٠ اي بعد ١٠ سنوات،كانت له هذه الاجابة حيث قال:
أن جائحة كوفيد 19 وغيرها أدت الى انهيار امكانية الوصول للتعليم بشكل كبير ،وزادت نسبة الجوع ثلاث اضعاف النسبة سابقا وزادت نسبة عدم المساواة بقدر كبير، وتشير الاحصائيات ان جائحة كوفيد 19 تسببت في استحداث 100 مليون شخص فقير وهناك خطر كبير ان يزيد هذا العدد في السنة القادمة في نفس الفترة، وهذه التقنيه تسهم في شكل كبير هذه اللحظة في تحقيق المساواة ، ولكن اذا تم استعمال التقنية الرقمية بشكل جيد ستساعدنا في ان تزيد الارباح و تساعد هؤلاء الاكثر هشاشتةً لذلك نحتاج الى المضي للأمام.
على سبيل المثال المزارعين ان قاموا باستعمال انظمة الري المصغرة وامكانية وصول الرعاية الطبيه الى من ليس لديهم اطباء ونوعية التعليم يمكن ان تقدم لاماكن ليس لديها خيارات التعليم هذا يعني تغيير الطبيعة المعتمدة في التقنيات وبمجرد ان نفهم هذه الارباح هي لخير البشرية كلها مثل الكهرباء وانظمه الطرق يجب ان نتعامل بها كشيء لخير العالم،نريد تعاون دوليا بحجم ضخم لاهداف تحولية لهذه التقنيه كما نشهد اليوم.
وأثناء انعقاد القمة طرح سؤالا على وزير الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي الإماراتي معالي "عمر بن سلطان" حول ما هي رؤيته للذكاء الاصطناعي في تعزيز التعلم والتعليم في الجيل القادم؟
فأجاب : " قيل سابقا اعطني تعليما اعطيك حضارة " من هذه الوجهة نحن نعلم بصدق اننا اذا اردنا ان نمكن جيل من القادة في اي تقنية او مجال فإننا بحاجة الى ملئ ذلك بالتعليم وفي الامارات نؤمن اننا في حاجة الى حقن تعليم الذكاء الاصطناعي في مناهجنا لذلك هناك اساليب نقوم بها لتزويد الجيل الصاعد، على سبيل المثال لدينا رابع جامعه حول العالم مركزة للذكاء الاصطناعي في جامعه محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي،ونحن نعمل اليوم في تجاه تطوير منصة تعمل في هذا النهج، ومن خلال جائحة كورونا اكتشفنا ان التقنية موجودة وما ليس موجوداً هو الاستعدادية وبسبب كوفيد ١٩ استطعنا ان نسرع الاستعداديه ونعمل رقميا ونستهلك رقميا وما الى ذلك.
