الرياض - الكون بزنس
أكد خالد الغامدي، خبير في المناطق اللوجستية وسلاسل الإمداد، أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية في السعودية، بميزانية ضخمة تقدر بنحو 1 تريليون ريال، سيساهم بشكل كبير في دعم التكامل اللوجستي داخل المملكة عبر البر، البحر، والجو.
أضاف الغامدي أن التركيز سينصب على تعزيز تكامل المنظومة اللوجستية من خلال توسعة قدرات الموانئ، وإنشاء مطارات جديدة، بالإضافة إلى توسعة المطارات الحالية، وإنشاء المزيد من الطرق والمحاور الهامة.
كما أشار الغامدي إلى أن المملكة تمتلك حالياً ما يقارب 5 آلاف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، مع خطط لمضاعفتها في السنوات القادمة. وأوضح أن خط "وعد الشمال" يساهم في خفض التكاليف وتقليل الزمن المستغرق، كما أحدث تكاملاً حيوياً بين المناجم والمصانع. وأكد أن منظومة الخدمات اللوجستية قد نجحت في الربط مع 31 جهة ملاحية دولية، ما يعزز من قدرات المملكة على استقبال وتصدير المزيد من الحاويات.
من جهة أخرى، قال وزير النقل السعودي صالح الجاسر إن مترو الرياض سيتم افتتاحه خلال أسابيع قليلة، مشيراً إلى أن العمل جارٍ حالياً على عمليات التشغيل التجريبي. وأضاف الجاسر على هامش فعاليات المنتدى اللوجستي العالمي في الرياض، أن مشروع المترو يُعد واحداً من المشاريع الاستثنائية والتاريخية.
وذكر الجاسر أن المشروع سيحدث نقلة نوعية في مدينة الرياض، كونه يُعد أكبر مشروع مترو يُبنى في العالم في وقت واحد، ويهدف إلى تحسين جودة الحياة لسكان الرياض عبر توفير وسيلة نقل متطورة وسريعة وموثوقة.
أفاد الوزير بأن المملكة تشهد نهضة تنموية واسعة في مختلف المجالات، موضحاً أن منظومة النقل والخدمات اللوجستية تشكل جزءاً أساسياً من هذه النهضة، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
وأضاف أن الاستراتيجية تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي، مؤكداً أن الاستثمارات الكبيرة في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية تنفذها الشركات الوطنية الرائدة بالتعاون مع الهيئات الحكومية، بما في ذلك المدن والبلديات، وكل هذه الجهود تتكامل تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية التي أطلقها ولي العهد السعودي.
وتابع الجاسر قائلاً: "تشمل أهم المشاريع ضمن هذه الاستراتيجية التوسعات الكبيرة والإنشاءات في المطارات مثل مطار الملك سلمان، المتوقع أن يكون أحد أكبر المطارات في العالم، إضافة إلى توسعة مطار الملك عبد العزيز، وزيادة عدد الوجهات الجوية عبر الخطوط السعودية، إلى جانب إنشاء طيران الرياض".
وأشار الوزير إلى أنه تم توقيع 69 اتفاقية بقيمة إجمالية تتجاوز 17 مليار ريال في اليوم الأول من فعاليات المنتدى اللوجستي العالمي.
انطلقت فعاليات المنتدى اللوجستي العالمي (GLF24)، الذي تنظمه وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية في مركز الملك عبدالله المالي بالرياض، ويستمر حتى الاثنين 14 أكتوبر، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ويهدف المنتدى إلى جمع قادة القطاع اللوجستي من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التوجهات الرئيسية والتحديات التي تواجه القطاع، إلى جانب استعراض الفرص المتاحة. كما يهدف المنتدى إلى بحث فرص التعاون المستقبلية بين الجهات المعنية في القطاع اللوجستي.
ويُعد المنتدى اللوجستي العالمي 2024 بمثابة منصة تهدف إلى إعادة رسم خريطة مستقبل الخدمات اللوجستية العالمية، حيث يجمع قادة القطاع والمستثمرين من مختلف دول العالم لتعزيز التعاون ودفع عجلة تطوير القطاع اللوجستي.
وسيشهد المنتدى إطلاق عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز التواصل العالمي عبر استعراض أحدث التقنيات، ودعم الحلول المبتكرة في قطاع الخدمات اللوجستية؛ بهدف الإسهام في نمو وتطور القطاع.
ويقام المنتدى في نسخته الأولى بتنظيم من وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بهدف إعادة تشكيل حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، وتوحيد الجهود بين الشركاء لتعزيز كفاءة القطاع، ومرونته واستدامته وربحيته، بما يتماشى مع التطور المتسارع الذي يشهده العالم.