كتب: عاطف بن علي الأسود
sir.atif@hotmail.com
المنطقة الشرقية – الكون بزنس
العلاقات الاجتماعية تتجلى في أجمل صورها خلال المناسبات الدينية والاجتماعية، ورمضان هو أحد أبرز هذه المناسبات التي تعزز قيم التكافل والتراحم بين الناس، فمائدة الإفطار او السحور ليست مجرد طعام يجتمع عليه الأفراد، بل هي رمز للمحبة والكرم والتقارب، حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء في أجواء مليئة بالمودة والبركة.
الكرم من الصفات الأصيلة التي تميز المجتمعات، وهو يظهر بشكل واضح في رمضان عندما يبادر الناس إلى مشاركة طعامهم مع الآخرين، سواء من خلال الدعوات العائلية أو موائد الرحمن، هذا التفاعل الاجتماعي يعزز الروابط بين الأفراد ويجعل المجتمع أكثر ترابطًا وتعاونًا.
على سبيل المثال، هناك عادة رائعة موجودة لعوائل اعتادت على احياء هده المناسبات، حيث يتجمع افراد المجتمع سنوياً بجزيرة تاروت لإعداد مائدة إفطار جماعية او السحور، يشارك فيها الجميع دون تمييز، هذه اللحظات ليست فقط لتناول الطعام، بل لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتقوية أواصر المحبة وهذه لفتة كريمة تملأ القلوب حيث يعكس روح العطاء في هذا الشهر الفضيل، مثل هذه المبادرات تُشعر الإنسان بقيمة التضامن الاجتماعي، حيث يكون الإفطار او السحور ليس مجرد لحظة للأكل، بل مناسبة لتعزيز الروابط الإنسانية.
نعم، الكرم والعطاء من الصفات التي تنبع من أصل الإنسان وتربيته، وهو سلوك يعكس القيم الأصيلة التي ترسخت في العائلات المعروفة بالإنفاق في سبيل الخير، فالعطاء ليس مجرد عادة، بل هو جزء من الهوية الأخلاقية لبعض الأسر التي نشأت على حب الخير ومساعدة الآخرين دون انتظار، مقابل وهذا ما يجعل رمضان فرصة عظيمة لهذه العائلات لمضاعفة الخير، سواء من خلال المبادرات الخيرية،
فالكرم الحقيقي لا يكون فقط في كثرة العطاء، بل في استمراريته وإخلاص النية فيه، هناك أمثلة جميلة من الواقع عن عائلات وأشخاص يجسدون قيم الكرم والعطاء، خاصة في شهر حيث يُفتح باب السحور السنوي للجميع من مختلف اطياف المنطقة الشرقية، فلا يقتصر الأمر على الأقارب فقط، بل يشمل شريحة مجتمعية متنوعة، تجد المائدة ممتدة، مليئة بالطعام، وكل الأشخاص مدعون دون أي تمييز.
هذا النوع من الكرم يعكس روح التآخي والتضامن التي تميز المجتمعات الأصيلة، فهده العائلات معروفة بجودها يحرصون كل عام على إقامة مائدة إفطار في ساحات او منازلهم ، حيث يدعو كل من يعرفونهم ،و من لا يعرفونهم ، لم يكن الأمر مجرد طعام، بل تجمعاً عامرًا بالمحبة والود، حيث يجلس الجميع كأنهم عائلة واحدة، يتشاركون الأحاديث والضحكات بعد يوم طويل من الصيام ، أنا أعرف العديد من القصص الملهمة التي تجسد قيم الكرم والعطاء، خاصة في رمضان من بعض العوائل التي لا زالت تتوارث ما تركوه الاجداد و الاباء على هذا المنوال ترى هذا يمتد حتى يومنا من الأبناء في احياءً مثل تلك المناسبات خلال الشهر الفضيل .
على سبيل المثال، في بعض المدن والقرى، هناك عائلات اعتادت منذ أجيال على إقامة موائد الإفطار الجماعية، حيث لا تقتصر على الأقارب فقط، بل تشمل الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، فهده الأفراد كبارًا وصغارًا يشاركون في إعداد الطعام وتوزيعه بحب، وكأنهم يقومون بواجب مقدس لأنهم يؤمنون أن السعادة الحقيقية تترك اثرا طيباً مستمراً.