صفاء نصيرات -الاردن
يعود اليوم الوطني عاماً بعد عام، والبلاد أمضى عزماً على تحقيق أهدافها، وقادتها أبعد نظراً في استشراف مستقبلها،هو يوم للاحتفاء بإرث زاخر بالنجاحات التي حققها ملوك المملكة العربية السعودية هو يوم من الأيام المشهودة على امتداد الوطن العربي ، اليوم الوطن السعودي التسعون لانطلاقة وطن نحو علياء المجد،لدخول أمة من أوسع أبواب التاريخ، لتجسيد حلم قاده ملوكها دائماً، في طرح رؤى جديدة لم يعهدها العالم من قبل، وفي تقديم تجربة ريادية في بناء الدولة والإنسان جديرة بأن تدرس ، وما ذلك إلا لأن هذه القيادات نذرت حياتها لرفعة الوطن وتقدمه، وتنميته وتطوره، ووظفت إمكانات وطاقات البلاد لإسعاد شعبها، وتوفير سبل العيش الرغيد لهذا الشعب بكل مكوناته، ولكل أطياف المجتمع وفئاته،بلا استثناء ولا استبعاد،إننا نشهد يوماً لا كالأيام، ليس مناسبة عابرة ولا حدثاً طارئاً ولا احتفالاً سنوياً هو أكثر من ذلك بكثير.
وكلمة وطن كلمة قصيرة من ثلاثة أحرف، كلمة طيبة كشجرة طيبة، كلمة صغيرة نعم، لكنها بالنسبة لفخر العرب المعطاء بحجم عقود من المكتسبات، وبارتفاع صروح من الإنجازات، وبامتداد مساحة السعودية ومن له وطنٌ الحرمين ألا يكافئه بالحب؟ وأيُّ وطنٍ كبلاد الحرمين الشريفين حب مكة والمدينة شعورُ ارتباطٍ بالمكان والايمان وانتسابٍ لذوي القربى، شعورُ فخر واعتزاز بالهوية العربية الاصيلة نعم، كثيرة هي أيام الوطن وأعياده، وكثيرة هي منجزاته ومكتسباته، وعلى امتداد صفحات قصة النجاح التي سطرتها أيادي ملوكها ورجالها على مدى تسعة عقود حتى اليوم، يحق للمرء أن تستحوذ عليه مشاعر الفخر والاعتزاز إذا ما أجال الطرف في أرجاء البلاد،ذلك أن تقويم البلاد حافل بالمناسبات السعيدة والأعياد البهيجة العديدة، لكن بين أعياد الوطن عيد لولاه لم توجد أعياده التالية، وبين إنجازاته إنجاز لولاه لن يمكن تحقيق الإنجازات ذلك مقدمة النجاحات وبداية البدايات، والانطلاقة التي أخرجت جينات الحضارة العربية من حالة الكمون،هو عيد بلاد الحرمين الشريفين ، المثال الوحدوي الأوحد الناجح في العصر العربي الحديث،على مدى هذه العقود أمكن القيادة الرشيدة وضع الأسس المكينة وإرساء الأركان الوطيدة لمشروع عربي حضاري متكامل له وزنه المعروف بين أوزان دول العصر، وله مكانته التي يستمدها من أعماق التاريخ وموروث الإنسانية المديد في الإنجاز والإبداع، وهي مكانة تجمع بين الأصالة والحداثة، والعراقة والتجديد، قوامها الانجذاب إلى المستقبل، والانفتاح على التجارب الحضارية الرائدة عالمياً، وتقديم التجربة الخلاقة في بناء الدولة على ركائز من المبادئ والقيم الإنسانية الخالدة.
من مملكتنا الاردنية الغالية نهنىء المملكة المطمئنة بعيدها ونرفع اكف الضراعة أن يحفظ المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفيين وولي عهده الامين وان يصون العلاقات الاردنية السعودية التي جسدت التلاحم والجسد الواحد عبر العقود الماضية.