كتب: محمد العيسى
CEO Alissa3m@gmail.com
على وقع خطى الإنسانية ومحبة الخير والعطاء؛ تشرفت اليوم بدعوة كريمة من نادي الاحتياجات الخاصة بالدمام…الذي استقبلنا منذ خطّت أقدامنا أرض النادي سعادة الأستاذ مدير النادي خالد ناصر الجميعة وفريق المحبة والسلام، وسعادة الفنان المبدع عبد العظيم الضامن… وبمبادرة لافتة من الفنان الضامن تمت دعوة الفنان علي السبع للمشاركة بزيارة هذا الصرح الذي يخدم شريحة غالية على قلوبنا وهم أصحاب الهمم المبدعة، كلٌ حسب قدراته وإلهامه، ففيهم الرسام الدي يرسم بغير يده لخلل أصابها، وفيهم الكاتب والمؤلف الذين يعبرون عن ذاتهم بكلماتهم البسيطة؛ النابعة من الوجدان من دون تكلف أو نفاق، وهناك أصحاب الحرف اليدوية الذين يعطون الشيء الذي يلمسونه جوهرا خاصا به، فيصبح له قيمة بعدما يحتكّ بجلدهم. أما أولئك المتطوعون فقد آمنوا بأن هناك أشياء لا تشترى بالمال، وهو ذاك الشعور الذي اكتسبوه أثناء لقائهم تلك المواهب ومشاركتهم بعضها، حيث رسم ٢٥ شخصا منهم جدارية بطول أمتارٍ عشرة مدة ٥ ساعات، وفي ختامها ازدانت بالألوان والأفكار العميقة النابعة من قلوب المتطوعين إلى من لهم الفضل في تعليمنا قيما كثيرة في ذلك اليوم الحافل. غلب على الحضور عامل الدهشة، بعدما ألقوا نظرة على المواهب العميقة المتألقة من أشخاص نَفوقهم بالحواس المادية إلا أن حواسهم التي استجدّوها بأنفسهم والتي لم نصل لها قد غلبت قدراتنا ومواهبنا. بعد مشاهدتنا لكمية النعم المحرومة لغيرنا والمحيطة بنا من دون إدراكنا لقيمتها؛ علينا أن نعيد النظر إلى تقصيرنا مع المصور والمبدع في تكويننا، لأن كلمات الحمد والشكر له لن تعوّض ذلك الشعور الذي قايسناه على أنفسنا أثناء تواجدنا بين الحضور، وبالفعل نحن لن نعرف القيمة الحقيقية للشيء إلا إن حرمنا منه لا قدّر الله. لقد اختلطت دموع الدهشة والفرح في وقت واحد… حزنت لإعاقتهم الجسدية وفرحت لذكائهم وهمتهم للعطاء رغم ظروفهم القاسية… شكراً للقيادة في هذا الصرح العريق، شكراً لدعم صاحب السمو الملكي سعود بن نايف آل سعود. شكراً لكل أبناء وطني المخلصين والداعمين لهذه المواهب الجميلة... شكراً لسعادة الدكتورة الخلوقة والمعطاء حياة الوادي ومديرة التطوير في جمعية ايفاء على جهودها وتفانيها في خدمة المجتمع... شكراً لسعادة اللواء عبدالله البوشي أبو رامي صاحب الخلق والعطاء الانساني والاجتماعي… إن الإسلام دين اجتماعي يأبى العزلة والانحسار، لا بل هو الدين الحق الذي يدعو إلى الترابط والتواصل الاجتماعي المتّسم بالنزاهة والالتزام بالمبادئ الهادفة للمصلحة العامة… هذه المحطات الإنسانية تشكل روافد اجتماعية بروابط أخويه، وتشكل كذلك علاقات مع الآخرين لأهميتها وماتدعو لها التعاليم الرسالية بصبغة أخلاقية لها أبعاد وآثار في تمتين العلاقات بين مكونات البشر.