الكون بزنس
في ليلة كروية لا تُنسى، خاض المنتخب المغربي للشباب ملحمة كروية في العاصمة التشيلية سانتياغو، تُوّج على إثرها بلقب كأس العالم بعد فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد، ليصنع بذلك إنجازًا تاريخيًا يُسطّر بحروف من ذهب في سجل كرة القدم العربية والعالمية.
الفرحة المغربية انفجرت مع صافرة النهاية، إذ أصبح المغرب أول بلد عربي يصعد إلى منصة التتويج في كأس العالم للشباب، محققًا ما كان يبدو يومًا حلمًا بعيد المنال. وكما يقول المغاربة دائمًا: "المستحيل ليس مغربيًا" مقولة تحققت الليلة بكل معانيها.

قدم أسود الأطلس الصغار مباراة بطولية أمام منتخب الأرجنتين، أحد أعرق المنتخبات وأكثرها تتويجًا في تاريخ البطولة (بستة ألقاب سابقة). ورغم صعوبة الخصم، إلا أن الروح القتالية والعزيمة المميزة للاعبين المغاربة صنعت الفارق في مواجهة حبست أنفاس الجماهير حتى اللحظات الأخيرة.
وسجل النجم الواعد ياسر الزابيري هدفي المباراة؛ الأول جاء في الدقيقة 12 من ركلة حرة مباشرة نفذها بإتقان لتستقر في الزاوية العليا لمرمى الحارس الأرجنتيني، أما الهدف الثاني فكان ثمرة هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 29 قادها المتألق عثمان ماعما من الجهة اليمنى، قبل أن يمرر كرة عرضية رائعة أكملها الزابيري بيسراه داخل الشباك.

بهذا الفوز، لم يكتفِ المنتخب المغربي بالتتويج باللقب العالمي، بل أثبت أن كرة القدم العربية قادرة على مقارعة الكبار وصناعة التاريخ حين تتوفر الإرادة، والروح، والدعم. وقد لاقى هذا الإنجاز تفاعلًا عربيًا ودوليًا واسعًا، حيث اعتُبر تتويج المغرب بمثابة لحظة فخر لكل محبي كرة القدم في العالم العربي.
إنه إنجاز يتجاوز حدود الرياضة، فهو تأكيد على أن الطموح حين يُزرع بالإيمان والعمل، يمكنه أن يثمر مجدًا عالميًا.