٩٥ عاما من العلاقات التي تميزت بها دولتي روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية، حافظت كل واحدة منهما على الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي جعلتهما متماسكتين ومتكاملتين، من خلال الزيارات الرسمية والصديقة المتبادلة والاتفاقيات الموقعة ومتابعة الأوضاع بشكل دوري وحريص على المصالح المشتركة بينهما من دون تأثير لأي سياسات أو قرارات أو خصومات على هذه العلاقة المتينة.
وكما أشاد وأعرب السفير السعودي لدى موسكو عبدالرحمن بن سليمان الأحمد أن لموسكو دور مهم في رؤية المملكة ٢٠٣٠ من خلال مشاركة الشركات الروسية المهمة في التحول الاقتصادي المخطط له، والأمر سيّان بخصوص الاستثمارات السعودية في السوق الروسي، وبحسب وكالة أنباء سبوتنيك فإن السفير الأحمد أشار إلى أن روسيا الاتحادية تعد من الدول المستهدفة لاستقطاب استثمارات نوعية للسوق السعودي، بحيث تسهم في تنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد، إذ يتمتع عدد من الشركات الروسية الرائدة بسمعة عالمية في مجالات مهمة وحيوية كالطاقة والفضاء والصناعات العسكرية والعلوم والإعلام والثقافة، موضحا أن المملكة نفذت إصلاحات في عدة قطاعات اقتصادية مما سيسهم في تحسين المناخ الاستثماري وقطاع الأعمال في المملكة.
لم تكن الاهتمامات الاقتصادية والاستثمارية هي الوحيدة بينهما، بل كان التخلص من الإرهاب ودحره عن العالم أهمية كبيرة أخرى نظرا لما يشكله هذا النهج من توتر في البلدان وزعزعة للأمن العالمي والعربي، فتعتبر روسيا أن المملكة العربية هي من أكثر البلاد التي وقفت ضد الإرهاب إذ أنها قامت بتدشين وتأسيس عدة مراكز لمحاربة هذا الفكر بكل أشكاله وبتمويل كبير من قبلها.
لقد كان لمجال الطاقة النصيب الأكبر من التعاون بين البلدين، حيث سعت كل من الشركات الروسية المختصة بالتنقيب عن النفط مع الحكومة السعودية إلى توقيع وإبرام اتفاقيات بهذا الخصوص، وكان حقل غوار نتاجا لهذا التعاون والذي يعتبر من بين أكبر الحقول النفطية في السعودية.
إن هذه العلاقة بأشكالها وأبعادها أوضحت للكثيرين أن العلاقات الاقتصادية والمختصة بالمال والأعمال من الصعب العبث بها أو باستقرارها، وكان ما زادها متانة عقلية سمو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وما أبقاها بهذه القوة هو عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذان يسعيان بكل قوتهما إلى استقطاب كل ما هو داعم للاقتصاد الوطني ومن بينها العلاقات والشراكات الدولية الكبيرة.
