آفاق استثمارات خليجية ضخمة تتجه نحو سوق العقارات البريطانية في عام 2024!
بات من المتوقع أن يُضخّ المستثمرون الخليجيون مبالغ مليارية تصل إلى 3.2 مليار دولار في سوق العقارات بالمملكة المتحدة خلال عام 2024، وفقًا لتقرير أصدره بنك لندن والشرق الأوسط، والذي يمتلك مقره في العاصمة البريطانية لندن.
تُعزى هذه الزيادة في الاهتمام بقطاع العقارات في بريطانيا إلى عوامل أساسية اثنين:
العامل الأوّل يتمثل في التمويل القوي لاقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي، والرغبة المتزايدة في تنويع مصادر الدخل والاستثمار.
وفي هذا السياق، أشار آندي طومسون، رئيس قسم التمويل العقاري والاستثمارات في البنك، إلى وجود فرصة ذهبية تنتظر المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط، حيث يمكنهم الاستفادة من انخفاض أسعار العقارات وتحقيق صفقات مربحة، نتيجةً لارتباط عملات دول المجلس بالدولار الأمريكي وزيادة السيولة المالية بفعل ارتفاع أسعار النفط العام الماضي وتراجع قيمة الأصول في المملكة المتحدة. وهذا التراجع أسهم في ارتفاع معدلات التضخم في المملكة المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الرهن العقاري إلى مستويات لم يشهدها منذ أزمة الركود العالمي عام 2008. وهذا بدوره أثر على الطلب على العقارات، مما أدى إلى انخفاض قيمها بشكل عام.
العامل الثاني يتعلق بزيادة اهتمام المؤسسات التعليمية الجامعية بالاستثمار في سوق الإسكان للطلاب. ولافتًا للنظر، تصدّرت السعودية والإمارات قائمة الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ينتقل طلابها إلى المملكة المتحدة لمواصلة دراستهم.
ووفقًا لوكالة إحصاءات التعليم العالي، بلغ عدد الطلاب السعوديين في بريطانيا خلال العام الدراسي 2021-2022 نحو 8750 طالبًا، بينما تجاوز عدد الطلاب الإماراتيين 8085 طالبًا في نفس الفترة.
وبينما تبقى لندن وجهة رئيسية للاستثمارات الخليجية في المملكة المتحدة، يتجه اهتمام المستثمرين أيضًا نحو مدن أخرى مثل مانشستر وبرمنغهام ونيوكاسل وبريستول.
تلك الأسواق الناشئة تتميز بإمكانيات استثمارية متنوعة ومشروعات واعدة، حيث يبحث المستثمرون الخليجيون عن فرص جديدة لتنويع محفظة استثماراتهم. وتعتبر مدن مثل مانشستر وبرمنغهام ونيوكاسل وبريستول وجهات مثيرة للاهتمام بفضل نموها السريع وتطورها المستمر، مما يجعلها محور جذب للاستثمارات الخليجية.
من جهة أخرى، تُعَدّ سوق الإسكان للطلاب فرصة استثمارية استراتيجية تتزايد أهميتها، حيث يتزايد الطلب على السكن الجامعي من قبل الطلاب الوافدين من دول مجلس التعاون الخليجي. وتُقدّم هذه المؤسسات التعليمية تجربة تعليمية مميزة ومتميزة للطلاب الخليجيين، ما يدفعهم إلى السعي لمواصلة دراستهم في المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر تقرير بنك لندن والشرق الأوسط أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة تشهد نموًا مطردًا. وهذا يعزز من التوجه نحو تعزيز الاستثمارات العقارية في بريطانيا، وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين الجانبين.
في الختام، تعكس هذه الاستثمارات الخليجية الضخمة في سوق العقارات البريطانية توجهًا استراتيجيًا لتنويع مصادر الدخل وتحقيق عوائد مربحة، وتعزز من التعاون الاقتصادي والثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات القادمة، مع تطور وتوسع العلاقات الثنائية بين الجانبين.