ست ليالٍ في برشلونة لم يسبق لها مثيل، اندلعت فيها الاحتجاجات والعنف وأعمال الشغب على خلفية سجن نجم الراب الإسباني بابلو هاسل، ولقد نزل الآلاف إلى شوارع برشلونة يحمل معظمهم لافتات كتب عليها
"لقد علمتمونا أنه لا معنى لأن تكون مسالما".
هذا بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على الأملاك العامة ورجال الأمن ورشقهم بالزجاجات والمفرقعات النارية وتحطيم زجاج النوافذ الخاصة بالمحال التجارية.
إن هذا الاعتقال طال بابلو هاسيل على خلفية بعض أغانيه التي يحرض فيها على النظام الملكي ويهينه ويمجّد أعمال العنف فيها، ولكن اعتقاله لم يكن من دون سابق إنذار؛ بل حصل بعد رفضه الحضور إلى السجن من أجل قضاء تسعة أشهر بنفس تهمة التحريض والتشجيع على العنف.
يبدو من خلال هذه الأعداد الضخمة وحالة التوتر التي عمّت أكثر من منطقة في إسبانيا بسبب هذا الرجل، أنه شخص مهم لبعض الفئات ولديه حالة تأثير على الشعب والشباب بالأخص من خلال فنّه وكتاباته، حيث غرّد قبل اعتقاله وكتب في آخر منشور له على تويتر "هذا آخر تواصل لي معكم قبل سجني. اليوم أنا، وغداً قد تكون أنت، إن لم تشجبوا المذنبين فستغدو حرياتنا على المحك، وسنخسر الكثير من الأرواح، الأمر ليس سهلاً، لكن النصر ممكن".
إن هكذا تغريدات تظهر بالفعل حجم الكره ومحبة العنف، حيث يعتبر بابلو ومناصروه أن هذه الآراء تندرج تحت مسمى حرية الرأي والتعبير ولا يسمح لأحد بالتدخل حتى لو سب هذا وشتم ذاك، إلا أنه نسي بأن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ومن المعيب نشر ثقافة الهمجية والإرهاب والعنف تحت مسمى حرية الرأي والتعبير، وعندما يجعلك الرب في مقام يمكّنك من التأثير على بعض الناس فيجب أن تكون موضع ثقة الجميع وتحاول أن تكسب قلوبهم بالمحبة ونشر السلام طالما بمقدورك ذلك.
أعمال الشغب تلامس سماء إسبانيا والمحرّض نجم راب!!!
