الرياض - الكون بزنس
أعلنت المملكة العربية السعودية عن انطلاق مشروعات تشغيلية جديدة ضمن البرنامج الوطني لاستمطار السحب، وذلك بحضور وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبد الرحمن الفضلي، الذي أشرف على تدشين عدة برامج ومبادرات تهدف إلى توطين المعرفة وتطوير الطائرات والتقنيات الحديثة المستخدمة في عمليات الاستمطار. يأتي ذلك ضمن الجهود المستمرة لتحقيق رؤية المملكة 2030 ومبادرات "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، التي تسعى إلى تعزيز الاستدامة البيئية ومواجهة التحديات المناخية.
في إطار تعزيز القدرات الفنية والتقنية للبرنامج، تم الكشف عن أحدث التقنيات والطائرات التي سيتم إدخالها في عمليات الاستمطار خلال الفترة المقبلة، مما يرفع من كفاءة العمليات ويعزز من فرص نجاحها. ورافق المهندس الفضلي إحدى هذه الطائرات، حيث استمع إلى شرح تفصيلي حول آلية عمل الطائرة والتقنيات المتطورة التي تستخدمها، مما يعكس مدى التقدم التقني الذي يسعى البرنامج لتحقيقه.
أوضح المهندس الفضلي أن برنامج توطين المعرفة لتقنيات استمطار السحب لا يقتصر على تقليل التكاليف وتحسين العمليات التشغيلية فقط، بل يهدف أيضًا إلى بناء وتعزيز القدرات الداخلية للكوادر الوطنية، واستدامة الأعمال التشغيلية المتعلقة بالاستمطار، مما يساهم في رفع مستوى تغطية وكفاءة عمليات الاستمطار. يتماشى ذلك مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تدعم الاستدامة البيئية وزيادة الغطاء النباتي لمواجهة التحديات البيئية مثل التصحر والجفاف.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن غلام، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف العام على البرنامج الوطني لاستمطار السحب، أن البرنامج يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن المائي واستدامة الموارد الطبيعية في المملكة. منذ انطلاق البرنامج في عام 2022، حقق العديد من الإنجازات، من أبرزها أول رحلة استمطار ناجحة في أبريل من نفس العام، بالإضافة إلى تطوير العديد من الدراسات البحثية التي ساعدت في تحسين الاستفادة من الظروف المناخية المحلية.
قدّم المدير التنفيذي للبرنامج، أيمن البار، عرضًا تفصيليًا حول مسارات العمليات التشغيلية التي أنجزت حتى الآن، والتي شملت 444 رحلة جوية وأكثر من 1400 ساعة طيران، تم خلالها بذر 8753 شعلة استمطار، ما أدى إلى إنتاج 5 مليارات متر مكعب من الأمطار. كما سجلت طائرة البحث العلمي أكثر من 160 ساعة طيران، حيث تم تحليل تأثير عمليات الاستمطار على المحتوى المائي باستخدام صور الأقمار الصناعية، إلى جانب دراسة تأثير هذه العمليات على الغطاء النباتي في المملكة.
تم إطلاق البرنامج الوطني لاستمطار السحب كجزء من مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويهدف إلى زيادة معدلات هطول الأمطار في المملكة لتوفير مصادر جديدة للمياه وتعزيز الغطاء النباتي. بدأت العمليات التشغيلية الأولى للبرنامج في مناطق الرياض، حائل، والقصيم، ويتوقع أن تستمر الجهود لتعزيز قدرات البرنامج وإدخال التقنيات الحديثة لضمان تحقيق الاستدامة البيئية والمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية في المنطقة.
يعكس البرنامج الوطني لاستمطار السحب التزام المملكة بالسير نحو مستقبل بيئي مستدام من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية في تعزيز الموارد المائية، وتحقيق أهداف رؤية 2030 الهادفة إلى استدامة الموارد الطبيعية والتصدي للتحديات المناخية المتزايدة.