دوحة قطر.. كأس العالم بمذاق عربي!!
كتب/ محمد العيسى
رغبة مُلحة ومشاعر مختلطة بين الفخر والعزة والأمل..تقودني بشغف للحديث عن أحد أهم فعاليات الرياضة العالمية.. كأس العالم لكرة القدم وهي بالتأكيد الأكثر متابعة بين كل الرياضيات.. لكنها هذه المرة انطلقت من إحدى عواصمنا العربية التي نفخر بِهم جميعاً،،
نسخة الدوحة الحالية من كأس العالم التي تحتضنها ملاعب قطر الثمانية .. قد تكون النسخة الأكثر إثارة على الإطلاق في تاريخ المسابقة..منذ بدايتها في أوروجواي مع بداية ثلاثينيات القرن الماضي،،
قطر خطفت الأبصار العالمية بعد سنوات من العمل الشاق والمتواصل.. الدوحة بذلت كل ما تستطيع خلال هذه السنوات.. لكي تُثبت للجميع أنها على قدر المسئولية وعلى مستوي الحدث.. القطريين يعملون طيلة هذه السنوات ويُسخرون كل الإمكانيات.. حتى ينطلق حفل الافتتاح العالمي بهذا المستوي الراقي من الدوحة التي تفخر بانتمائها العربي والإسلامي.
افتتاح ولا أروع، حيث ترقبت دول العالم بأثرها وبمختلف ثقافاتهم ودياناتهم هذا الافتتاح وكانت البداية هي آيات من الذكر الحكيم، ولأول مرة في التاريخ أعظم حدث رياضي في العالم تم افتتاحه بآيات من القرآن الكريم، تلاها الشاب والأسطورة القطرية "غانم المفتاح " وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة" حيث كان في الصدارة أمام العالم أجمع لكي يعرفوا ماذا تعني حقوق الإنسان وماذا يعني مجتمع يتسع للجميع، وفى أوقات الصلاة تم إيقاف كل الاحتفالات الضخمة ويظهر بالخط العريض على شاشات عملاقة "وقت الصلاة" وصوت الأذان يدوي في كل أنحاء قطر، مصليات وأماكن للوضوء في كل الملاعب وكتب ستوزع بكل لغات العالم تحكي عن تاريخنا العريق وحضارتنا، أحاديث نبوية في كل الطرق والساحات تعرفهم أن الاسلام دين محبة وسلام، بجانب حضور الدكتور ذاكر نايك مع الدكتور عمر عبد الكافي لإقامة محاضرات للتعريف بالدين الإسلامي لكل طوائف العالم.
فقد فهمت قطر وعرفت أن فرصة إقامة حدث عالمي "مونديال كأس العالم لن يتكرر بسهولة، فعملوا على استغلال هذه الفرصة أحسن استغلال لكي يعرفوا العالم على ديننا واخلاقنا وثقافتنا.
الأمير القطري وعناق حار لولي العهد السعودي حفظه الله ورعاه وسط مقصورة إستاد البيت، التي شهدت كذلك عدد من كبار الشخصيات المهمة والدولية والسياسية والرياضية والفنية ، حيث أن تواجد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود داخل المشهد العربي والإقليمي والدولي بهذا الزخم يؤكد عودة المملكة السعودية للعِب أدوارها المعهودة بشكل أكثر فاعلية وتطبيقاّ لتوجيهات الملك سلمان أطال الله عمره والذى طالما سعى للمْ الشمل العربي واتحاده لصالح الشعوب العربية ..خصوصاً في ظل توترات دولية شهدت تطوراً إيجابياً في الخطاب والمواقف العربية.. والتي تنبع من عروبة قوية ومواثيق تجمع بين الأشقاء.
سبع فقرات فنية من شتي بقاع العالم شهدها حفل الافتتاح.. تمزج بين الثقافة القطرية العربية الإسلامية والثقافات العالمية.. هكذا وصف الإتحاد الدولي حفل الافتتاح.. الذي يهدف إلى التواصل المستمر بين الحضارات المختلفة، ولأول مرة يعلن رئيس الفيفا انطلاق البطولة من عاصمة عربية.. متحدثاً بفخر ومرحبا بالضيوف والمشاركين باللغة العربية..
حضور أكثر من زعيم عربي في مقصورة إستاد البيت بعد دعوة الأمير القطري.. يؤكد إصرار القيادة القطرية علي عودة قطر بشكل حقيقي إلى محيطها العربي.. كما يؤكد في نفس الوقت ترحيب كل القادة والشعوب العربية بالعودة القطرية مرة أخري.
قرابة الشهر من المنافسات بين المنتخبات العالمية داخل ملاعب قطر الشقيقة.. تشهد المنافسات تواجد أربع منتخبات عربية ضمن فرقها المتبارية.. مواطنون قطريين وخليجيين وجاليات عربية.. تمتلأ بهم فنادق وشوارع قطر داخل هذا المحفل الدولي علي مدار الأسابيع القادمة،،
كل الأمنيات بنجاح الأشقاء القطريين في هذا الحدث العالمي.. كل التوفيق للقادة العرب في الارتقاء بكل ما من شأنه صالح الشعوب العربية.