الرياض – الكون بزنس
كتب / احمد عبدالله
منذ البداية، لم يكن شراء الدول العربية، وخاصة الدول الخليجية، للأندية الرياضية الأوروبية مجرد استثمار رياضي بسيط بل كان له تأثير عميق على الاستثمار العقاري في المدن الأوروبية الكبرى التي تضم هذه الأندية.
شراء مانشستر سيتي: بداية الرحلة
في عام 2008، اشترت مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، برئاسة "منصور بن زايد آل نهيان"، نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بقيمة 385 مليون دولار، وهذا الاستثمار لم يكن مجرد دخل رياضي للنادي، بل أتبعه استثمارات عقارية ضخمة في مدينة مانشستر الإنجليزية.
استثمارات عقارية في مانشستر
بعد عام واحد من شراء النادي، بدأت المدينة الرياضية في مانشستر تجذب المستثمرين، بدأت بعض الشركات مثل نيو إيست مانشستر المحدودة في تقديم خطط للاستثمار في شرق المدينة بقيمة 3.9 مليون جنيه إسترليني، وذكرت الشركة في تقريرها أن شرق المدينة الرياضية ستكون مركزًا للاستثمار وسيجذب السائحين على المدى المتوسط والبعيد بعد استحواذ المجموعة الإماراتية على النادي.
حرم الاتحاد: مزيد من الاستثمار
وفقًا لتقرير نشر على الموقع الرسمي لمجلس مدينة مانشستر، تم التوصل في عام 2011 إلى اتفاق بين مجموعة أبوظبي والمجلس للاستثمار في حرم الاتحاد، وهي منطقة تابعة لمدينة سبورت سيتي في مانشستر، هذه الاستثمارات بلغت قيمتها 400 مليون دولار من الاستثمار العام والخاص، حرم الاتحاد يضم استاد الاتحاد ومنشأة تدريب أكاديمية لكرة القدم ومقر النادي العالمي، وأراضي غير مطورة بعد.
مشروع مانشستر لايف
في عام 2014، بدأت مجموعة أبوظبي مشروع مانشستر لايف بالتعاون مع المجلس المحلي لمدينة مانشستر، تم بناء 950 وحدة سكنية في ست مناطق، بقيمة مليار دولار على مدار عشر سنوات، هذا المشروع يشمل أماكن مثل انكوتس في مانشستر ونيو إزلنغتون كمرحلة أولى، وفي عام 2017، جددت شركة إيستلاندز للتطوير الاستراتيجي المشروع المشترك بين مجلس المدينة المحلي ومجموعة أبوظبي. هذا يهدف إلى تمكين المبادرات الاجتماعية والتجارية والتنموية الجديدة في المنطقة، مع التركيز على ملعب الاتحاد وتوجيه أنشطة التطوير غربًا على طول ممر قناة أشتون لربط حرم الاتحاد بالتوسع شرقًا لمركز المدينة.
قطر وباريس سان جيرمان
استحوذت شركة قطر للاستثمارات الرياضية على نادي باريس سان جيرمان في عام 2012 بقيمة 131 مليون دولار، ومنذ ذلك الحين، شهد النادي تطوراً ملحوظاً حتى أصبح أغنى نادي فرنسي وأحد أغنى الأندية في العالم.
تأسست جمعية قدران في عام 2015 بمبادرة من مجتمع الأعمال القطري في فرنسا، هذه الجمعية تعمل على تعزيز الاستثمار والتجارة بين مجتمعات الأعمال الفرنسية والقطرية.
قطر اتبعت نهجاً شاملاً في تعزيز الاستثمار في فرنسا، ووفقاً لتقرير نُشر عن العلاقة الاقتصادية بين البلدين، فإن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من قطر ارتفعت بشكل كبير منذ عام 2011، حيث بلغت 4.4 مليار يورو في عام 2020، وتمتلك قطر استثمارات ضخمة في فرنسا بلغت قيمتها نحو 25 مليار يورو.
تمثل الاستثمارات العقارية والأنشطة المالية مجالات رئيسية للاستثمار القطري في فرنسا. وتشمل هذه الاستثمارات المحافظ الاستثمارية والاستحواذ على الأعمال الفرنسية. وتمتلك قطر عقارات ضخمة في فرنسا.
تأثير الاستثمار الخليجي
سايمون شادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي، يقول إن دبي تستثمر بشكل كبير في القطاع العقاري في مانشستر من خلال مجموعة فوتبول سيتي، ويضيف أن هناك تحولًا حضريًا يحدث في وسط مدينة مانشستر بتمويل من دولة خليجية، وأن هناك مشاريع عقارية وبنية تحتية ستعود بفوائد كبيرة لأبوظبي، كما يجب أيضًا التطرق إلى استحواذ السعودية عبر صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل يونايتد، هذا يشير إلى أن الدول الخليجية تستثمر في أندية رياضية أوروبية بشكل متزايد.
ازدهار الاستثمار العقاري في الشرق الأوسط
وفقًا لتقرير آفاق الاستثمار العقاري لعام 2023 لمؤسسة نايت فرنك، تصدر الشرق الأوسط النسبة الأكبر حول العالم في عدد الأثرياء العرب الذين يخططون للاستثمار بشكل مباشر أو غير مباشر في العقارات التجارية، وهذا يعكس الاهتمام المتزايد بالاستثمار العقاري في المنطقة.
إن العلاقة بين شراء الأندية الرياضية الأوروبية والاستثمار العقاري في المدن الأوروبية هي علاقة وثيقة، فتظهر هذه الاستثمارات كيف يمكن للدول الخليجية أن تلعب دورًا مهمًا في تطوير المدن وتعزيز الاقتصاد، يمكن أن يكون لديها تأثير كبير على السوق العقاري وتعزز من فرص الاستثمار للمستثمرين الأجانب في هذه المدن.
