كتب : محمد حسن العيسى
Alissa3m@gmail.com
لقد حان الوقت للتكيف مع كوفيد ١٩، والانتقال إلى مرحلة التأقلم والاستعداد للنهوض من تحت الركام، لأن الوضع الاقتصادي لم يعد كالسابق، صار يتراجع يوما بعد يوم منتظرا معجزة من السماء علها تنتشله من هذا السّبات.
يعتبر الاستثمار هو المحرك الأساسي للعجلة الاقتصادية في أي بلد من البلدان في العالم لأن علاقتهما ترادفية متماشية مع بعضهما البعض، فإن تعافى الأول؛ تعافى معه الثاني؛ وإن انتكس؛ ينتكس معه.
ولكي ننجح بالاستثمار في هذا الوضع الصحي، علينا أن نعرف أين سنستثمر، وكيف ؟
أحيانا تصنع الأزمات الثروة، ولكن على المستثمر أن يكون حذرا في هذه الأوضاع المشابهة، وهناك بعض الأبواب الواسعة التي يمكن الدخول منها بسهولة من أجل الاستثمار وأولها الذهب، حيث يأتي الاستثمار في الذهب على رأس قائمة طرق الاستثمار في ظل الأزمات باعتباره الملاذ الآمن، وهو ما انعكس على أداء الذهب خلال الفترة الماضية، ليرتفع لأعلى مستوياته في 9 سنوات، متخطياً حاجز 1800 دولار للأوقية، وبالنسبة للخسارة في هذا الاستثمار فهو معدوم، حيث أنه في حال انخفاضه في فترات من العام فقيمته ترتفع على المدى البعيد، وهو يعتبر الملاذ الآمن لأصحاب الثروات والأغنياء للحفاظ على أموالهم من التضخم وتقلبات الأسواق المالية.
اما الاستثمار في العقارات يعتبر كالذهب تماما، حيث إن العقار أصل ثابت لا تتراجع قيمته في أغلب الأوقات إلا في حالة تقييمه أكثر مما يستحق، إلا أن قيمة العقار ترتفع بعد انتهاء الأزمات وقد تتضاعف قيمته أيضا، وإن الوقت الراهن وحالة الوهن الذي يعيشه العالم وقلة السيولة بين أيدي ممتلكي العقارات تتيح الفرصة لشراء العقارات بثمن أقل مما كانت عليه قبل الأزمة بكثير، على أن يكون الاحتفاظ به لحين انتهائها لكي يتم البيع بمبالغ مالية أكبر من السابق، بالأخص إن تحسن الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ. أما بالنسبة للاستثمارات الخاسرة والتي ينصح بالابتعاد عنها في الوضع الصحي الحالي فهي الشركات السياحية و كل المرافق المرتبطة بها، إذ تعرض قطاع السياحة لصدمة ركود عالمية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو ما أضر بالعديد من القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل شركات الطيران، الفنادق، المطاعم، وغيرهم.
وتسبب وباء كوفيد-19 بخسائر فادحة لقطاع السياحة العالمي بلغت قيمتها 320 مليار دولار من يناير/كانون الثاني حتى مايو/أيار، وفق تقديرات سابقة لمنظمة السياحة العالمية.
لقد صدق الذي قال أن الذهب والعقار هما ضمان الاستثمار، لأن تجارة الذهب من أكبر مكونات التجارة العالمية وذلك للحاجة الملحة لاستخدام هذا المعدن الثمين في كثير من مناحي الحياة.
ونحن لا ننكر فضل المسؤولين الكبار في دعم رجال الأعمال لأنهم هم المحرك
الأساسي لاقتصاد البلاد، ولولا أولئلك المسؤولين لما ذُلّلت الصعاب التي تواجه
بعضهم في شتى المؤسسات، والمعاناة التي تلاحقهم أثناء إنهائهم لبعض المعاملات، إلا
أن تلك الأيادي الساعية دائما إلى مصلحة الوطن تلقي بنورها على كل قضية تهتم بدعمه
و ترافقها حتى تصل إلى باب الأمل الذي به تُبنى الأوطان، فالشكر كل الشكر إلى
النبلاء في البلاد والحريصين دائما على بذل الجهد في سبيله، في السراء والضراء.