كتبت/ نوره حمد الشبل
استفزتني بعض الأقلام التي سخرت نفسها للحديث سلبيات محافظة الطائف دون الاشادة بالايجابيات، والتي ازدهرت بصورة غير مسبوقة في السنوات القليلة الماضية، بدافع من المشاريع العملاقة التي ضختها رؤية السعودية 2030.
فقررت أن أخوض هذا التحدي، واقف على تلك الاتهامات بنفسي، وكلي يقين أن بعض تلك الأقلام لم تزور الطائف، والبعض الأخرى يتحدث من باب "اللي ما يطول العنب.. حامض عنه يقول"، وبالفعل دعوت بعض الصديقات من داخل السعودية ودول الخليج، وشخصيات نسائية بارزة من جميع مناطق ومدن المملكة إلى مناسبة خاصة تقام على أرض الطائف.. وفي منطقة الهدا تحديدا وبأحد المواقع الذي قام مستثمر سعودي بتحويله إلى منتجع مميزة ذو اطلالة رائعة تاخذك إلى عالم الإبداع والجمال بمدينة العشق والورد.
وفي أحضان ذلك المنتجع بمنطقة الهدا، قضينا ليلة جميلة في اجواء رائعة ولطيفة، حيث ابدوا سعادتهن الغامرة بجمال المناظر الخضراء وروعة الاجواء وما تحمله هذه المدينة من طبيعة خلابة وعبق للماضي وأصالة تاريخية تستند على إرث كبير.
وحتى تكتمل صورة الطائف الحقيقية في عيون الجميع، كانت وجبة العشاء من الاكلات الطائفية الاصيلة والمميزة، أعدتها أسر منتجة من المدينة على أنغام أغنية أبو بكر سالم "يا مسافر على الطايف طريق الهدا.. شوف قلبى من البارح معك ما هدا.. كيف يهدى وأنته إللى هويته.. وأنت أجمل وأجمل من رأيته".
أقرت كل الحاضرات بأن مدينة الورد لا تشببها أي مدينة أخرى، فهي مصيف المملكة الأول بلا منافس، وما تقوم به محافظة وأمانة الطائف من جهود واضحة لتطوير المدينة وإنشاء مشاريع سياحية بعضها اكتمل وبعضها في مراحله الاخيرة، دليل واضح على ما تشكله هذه المدينة من أهمية، لتكون منارة سياحية واقتصادية، خاصة أنها تتميز بطبيعة فريدة، وتتوفر فيها كل المقومات السياحية التي يندر اجتماعها في مدينة واحدة.
صحيح أن هناك بعض السلبيات التي تحتاج إلى مواجهة حاسمة من الأمانة والقائمين على سياحة المدينة، لكننا ندرك أنه يمكن تداركها مع تشديد الرقابة وتطبيق النظام بحزم، فبعض الفنادق لا توفر الخدمات المطلوبة للسياح مثل المواصلات، كذلك ينبغي التوقف عن المغالاة في أسعار الفنادق والشقق التي تعتبر عائقا كبيرا أمام عجلة النهضة السياحية الداخلية بشكل عام، وبالطبع سيشهد مطار الطائف في الفترة المقبلة المزيد من التطوير ليواكب النهضة العمرانية التي تشهدها مدينة الطائف، لاسيما أنها تشيد احياء سكنية حديثة تحت اسم "الطائف الجديد" سيكون لها أثر كبير في تطوير الشكل المعماري للمدينة.
وأخيراً.. أقول:
يادلوعة المطر
لا تقولي وداعا
فعشقكِ في القلب كبيرا
كم عانق نداكِ ورد الهدا
وزاده شروق الشمس جمالا