الغدر والخيانة

كتب / أحمد منصور الخرمدي 


إن الغدر والخيانة من أسوأ الحالات التي تسبب الألم والحزن ، فلا يستطيع الإنسان تحملها ، هي من كبائر الذنوب ، تحطم القلب وتنزع الحياة من أحشاء الروح، وجاء عنها أنها أحقر الجرائم الإنسانية وأكثرها أثماً، وحتى لا يقع الشخص في تجارب خاطئة مع الآخرين قد تسبب تراكمات في النفس تكون أثارها مؤلمة ، ولكي لا يفقد الثقة في الناس في حياته بشكل أو بأخر ، فيجب على الإنسان التعامل وحتى مع الأقربين معه بحدود ، فلكل شخص ذاته وكرامته التي لا يسمح ولا لأي شخص انتهاكها أو جرحها، وقد جاء في القرآن الكريم من القصص والعبر، كقصة نبي الله يوسف عليه السلام وغدر أخوته له وهي ليست كأي قصة، هي من آيات الله سبحانه وتعالى وفيها الحكمة والعظة، بها مالم تدركه العقول فالله هو من يقدر وهو اللطيف، وله سبحانه وتعالى مراد وشأن فهو العليم الخبير .  


 هناك مقولة أو ما يسمى بالقصة الأدبية ، عند حدوث غدر أو خيانة غير متوقعة من الأقربين ، وهى مستوحاه من مسرحية الأديب الإنجليزي وليم شكسبير : « يوليوس قيصر » 


           


الطعنة التي تم تصنيفها من أبشع الطعنات وأقبح عملية إغتيال في التاريخ :


إنها لحظة اغتيال "يوليوس قيصر" إمبراطور روما الديكتاتور .


كانت لحظة عصيبة وصعبة حين خانه كل من وثق بهم يومًا واجتمعوا واتفقوا جميعاً أن يقتلوه ،


ذلك الاجتماع حين انهال عليه الكل بالطعنات ، وقيصر ما زال واقفاً لم يسقط رغم كل الطعنات في جسده 


حتى رأى صديق عمره بروتس .


نظر يوليوس قيصر نحو صديقه وهو متخبط بدمائه وفي عينيه التمعت نظرة رجاء وارتياح واعتقد أن صديق عمره جاء لينقذه ، وضع يده على كتفه ينتظر منه العون فقام بروتس هو الآخر بطعنه ..!


هنا قال يوليوس قيصر جملته الشهيرة : 


« حتى أنت يا بروتس » إذاً فليمت قيصر ، وسقط قيصر ميتا .


كانت طعنة بروتس هي الطعنة الأشد ألماً بخلاف كل الطعنات الأخرى ، لم يطعنه في جسده أو قلبه فحسب ، وإنما في شخصه طعنه في إرادته في آماله .


" هنا فقط سقط قيصر راضياً بالسقوط معلناً انهزامه "


السؤال كم من بروتس في حياتنا نُحسن فيه الظن فيخيب فيه ؟!


كما إن هناك مما يروى من القصص العابرة :


يروى أن قوما من الأعراب خرجوا للصيد فطردوا ضبعة حتى ألجؤها إلى خباء أعرابي فاستل سيفه وحال بينهم وبينها وقال قد استجارت بي فأجرتها ووالله لن يُخلص إليها ما دام السيف بيدي ، وجعل يطعمها ويسقيها، فبينما هو نائم ذات يوم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وهربت، فجاء ابن عمه يطلبه، فوجده ملقى فتبعها حتى قتلها، وأنشأ يقول :


ومن يصنع المعروف في غير أهله، يلاقي الذي لاقـى مجير امِّ عامر  


أدام لها حين استجارت ببيته، طعاماً وألبان اللـــقاح الدرائـــــــر 


وسمـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ، 


فـرتـه بأنياب لها وأظافــــــــــر 


فقل لذوي المعروف هذا جزاء من بدا، يصنع المعروف في غير شــاكر .


وهنا عبارة طالما ترددت :


قال حكيم : وما ضرني غريب يجهلني وإنما اوجعني قريب يعرفني.


 ومن الأقوال والنصائح التي وفقنا بالإستماع لها من أحد الأخوة الفنان " السعودي " القدير والأديب المتميز الأستاذ علي السبع والتي تتلخص بالتالي وهي واردة كمحادثة بين الأب والأبن :


يابني إياك والقتل 


الكذب هو قتل الحقيقية وعدم الصدق ، السرقة قتل الأمانة ، الخيانة قتل الوفاء ، الغدر القتل بالطعن من الخلف ، الغش قتل الثقة ، التعصب قتل التنوع والإختلاف الذي حبانا فيه الله سبحانه وتعالى ، الخشونة قتل الإحترام ، الفساد وما أدراك ما الفساد قتل الشرف والحياة والنزاهة والقيم الإنسانية. 


" أعلم أن كل ذميمة أخلاقية تقتل وتبدد فضائل المجتمع هي جريمة قتل " وهي " غدر وخيانة " .


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

80%

لا

20%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023