سُرى راشد.... او كما يلقبونها سيدة سوق الذهب
فى كلمات بسيطة وسريعة نحاول فيها أن نلقى الضوء على رمز أو أيقونة حفرت بمجهودها إسماً من ذهب بل من ألماس .
بعض الأسئلة التى طرحناها على السيدة سُرى راشد حتى يتثنى لنا الدخول فى عالمها .
توجهنا لها بسؤالنا ...كيف تيقنتِ أن طريقك هو تجارة المجوهرات وإكتشفتِ أيضا موهبتك وأنها ليست فى بيع الذهب فقط بل وتصميمه ؟
بداية ومنذ أن كنت طفلة كانت تاتى إلينا بعض الهدايا من موسم الحج كنت أقوم بتقطيع العقود والأساور وأعيد تصميمها مرة أخرى بطريقتى أنا كنت أقوم بهذا بهدف التمييز من وجهة نظرى وأننى سوف أعيدها أجمل ما كانت عليه .. ومع مرور السنوات ظل إهتمامى بسوق المجوهرات يتزايد كنت أبحث فى كل ما يخص المجوهرات عموما إلى أن أتى عام ٢٠٠٨ والذى إختلف بشكل جذرى وأحدث بحياتى هزة كبيرة
كنت فى هذا الوقت فى لندن مع ابنتى لتلقى العلاج وفى وقت كنت أتجول فيه فى أحد شوارع لندن وإذا بى اجد أمامى ما يسمى بمعهد المجوهرات أحسست أنها علامة من الله أنه بجوار موهبتى تأتي مرحلة الدراسة وبالفعل سجلت فى معهد المجوهرات الملكية البريطانى ودرست فيه لمدة عام كانت بمثابة نور يعتمد دخولى رسميا لمجال أعشقه وهو مجال المجوهرات .... وبعد عودتى للكويت كنت قد دأبت على فتح محل للمجوهرات والعمل على المشروع الخاص بى وهذا لم يكن سهل بالمرة.
اولا أننى لست أنتمى لعائلة متمرسة فى تجارة الذهب والمجوهرات كحال أغلب تجار الذهب وثانيا لأننى لم أكن أمتلك رأس المال الكافى لهذه للخطوة ولكن كان لدى عزيمة قوية ولم أسمح لليأس أن ينبت بداخلى ..
فقمت على مدار اربع سنوات بنشاط بسيط على الانترنت وهو تجارة الفضة بواسطة إقتطاع جزء من راتبى الخاص بوظيفتى الحكومية لشراء سبائك فضة وتصميمها بأشكال تستهوينى ومن ثم إرسالها لإحدى ورش التنفيذ وبيعها فى المعارض الشبابية إلى أن تمكنت فى عام ٢٠١٣ من شراء محل فى سوق المباركية الشهير ولكن كان كل رأس مالى هو طاولة وقلم رصاص وأوراق للرسم لأقوم بتصميم المجوهرات من الفضة للزبائن حسب الطلب.
ومن هنا كان لنا سؤال .... كيف كنتِ بتدعِ فى تصميماتك ؟
حقيقة كنت عندما أشرع فى تصميم موديل معين كنت أنظر إلى من سترتديه كنت أشعر أننى اقوم بتفصيل التصميم حتى يليق مع من تقوم بارتداؤه ومن هنا كان تأتى أغلب تصميماتى ..
إلى أن نمت بينى وبين عملائى ثقة شيئا فشئ وأصبحت هذه التصاميم محط إعجاب الجميع حيث قام البعض بإحضار سبائك قيمة يمتلكونها لأصنع منها تصاميم مميزة ومن هذه الأمثلة أتت إلى سيدة بألماس قيمته حوالى ٧٠ الف دك بما يعادل حوالى ٢٧٠ ألف دولار فى هذا الوقت قمت بتصميم تحفة فنية على شكل تاج من الألماس لهذه السيدة كان هذا الموقف بمثابة طفرة فى حياتى .. منذ هذه الفترة أخذ عملى فى الانتشار واصبح لى إسم وسط تجار المجوهرات ... ولكن كنت لابد أن أتحرر من قيود الوظيفة لأنطلق إلى عالمى الذى أهواه وتفرغت فعلا للمجوهرات وبعد ذلك بدأت فى حقبة أخرى من حياتى وهو اللؤلؤ والذى عشقته حقا بداية لاحظت أن اللؤلؤ يدخل فى كل تصاميمى الخاصة ومن هذا المنطلق ذهبت إلى البحرين وهناك تعلمت مهنة الطواشة على يد أحد التجار وكان لابد من أن أثرى هذه المهنة بالدراسة أيضا عززت موهبتى بشهادات فى دراسة اللؤلؤ من الولايات المتحدة الأمريكية ..
ما هو دور سيدة المجوهرات فى الإضافة الى سوق اللؤلؤ الطبيعى وكيفية تنميته ؟
كنت دائما أفكر فى كيفية تنمية مجالى وحلمى. بدايةً أعلنت على كل مواقع التواصل الإجتماعى أننى أقوم بشراء اللؤلؤ الطبيعى وبمرور الوقت بدأ الطواشين پإختبار معرفتى وقدراتى على معرفة جودة اللؤلؤ ونوعيته من خلال إعطائى بعض اللآلئ لفحصها وكان دائما يتفاجئون بقدرتى على تمييزه وهذه المهمة لم تكن سهلة او سلسة أبدا فأنا حتى أتعلم مهنتى هذه خسرت ما بين مجهودى وبعض أموالى لأننى فى وقت ما خسرت ما يعادل الـ ٩ آلاف دولار نتيجة شراء لؤلؤ اتضح أنه زراعى ولكنى إستعنت ببعض الخبراء والعارفين باللؤلؤ لصقل خبرتى فى هذا المجال ومن ثم نمت بيننا علاقات طيبة جدا.
وما هي أهم تصميماتك تعتزِ بها ؟
تصميم المطرقة تحديداً .... لاننى أحس كم تشبهنى هذه الآلة ... بالرغم أنها بسيطة ولكنها تعنى القوة والصرامة والحزم والتثبيت والبناء وهذا ما تربينا عليه ... ودائما مانجدها فى الحياة الإنشائية ومع القضاه فى دار القضاء وفى المزادات أى فى يد ذوى الأمر ...
وبسؤالنا عن الدكتوراه الفخرية التى حصلت عليها ... كانت الإجابة كالتالى
انا بفضل الله وتوفيقه الوحيدة التى حصلت على الدكتوراه الفخرية مرخصة من وزارة التجارة فى تصميم المجوهرات وبهذا أكون أول تاجرة للؤلؤ من النساء فى الكويت .... ودائما ما أقول ... لا يوجد عقد لؤلؤ فى الكويت لم يمر عليّ.
ما هى أصعب المواقف التى قد تعرضتِ لها ؟
والله دائما ما اخجل حين ما يأتينى تاجر كبير فى السن ليستعين بخبرتى مستخدما مناخل اللؤلؤ التى يتجاوز عمرها الـ ٧٠ أهداها إياهم أحد كبار السن من الطواشيين ....
أنا دائما أقول أن تمييز اللؤلؤ يأتى دائما بالخبرة فقط .. ودائما أتعامل مع غواصين من قطر والبحرين والكويت ممن يبيعون اللؤلؤ ..
وبسؤالنا عن محل المباركية قالت :
محلى بالمباركية يضم عقود من اللؤلؤ يتجاوز عمرها الـ ٢٠٠ عام وانا الآن فتحت ثانى فروعنا وفصلت الذهب عن الألماس.
ما هى أخر إنجازاتك ؟
انا فى عام ٢٠٢٠ منحت شهادة سفيرة السلام حيث أننى أسعى دائما للعلم وضم أكبر عدد من الدراسات والشهادت إلى قائمة إنجازاتى.
وأخيرا. ... ما هى الخطة المستقبلية في هذا المجال برأيكِ ؟
لابد من الإنتشار عربيا وعالمياً وهذا لن يتم سوى عن طريق إعلام جاد ومحايد يوصل رسالتنا للعالم أجمع أننا قادرون وأن مهنة مصمم المجوهرات جديدة على العرب فكانت فى الماضى مقتصرة على الهند وبريطانيا وباريس ولكن الأن بدأ هذا العلم فى الإنتشار ولابد من الظهور إعلاميا ليتثنى لنا نشر ثقافات جديدة ومفيدة للعالم أجمع.
ومن هنا نرفع قبعتنا لسيدة إمتهنت مهنة جديدة على عالم النساء ولكنها برعت بل وتفوقت ثم أبدعت لتعطينا كل ما هو جميل .