يمثل قطاع السياحة حوالي 10% من الاقتصاد العالمي، وفي كل مرة يقوم فيها أي شخص برحلة، يكون لهذه الرحلة تأثير تعاقبي يتعلق بالاستهلاك، يوجه ما يتم انفاقه في الرحلة نحو شركات الطيران، والفنادق، والمطاعم، وسائقي سيارات الأجرة، والمرشدين السياحيين، وأصحاب المحال وغيرهم، إلا أن فايروس كورونا قلب الموازين وغيّر وجه السياحة في العالم وأثر على سوق و فرص العمل.
إن أول ما تأثّر في قطاع السياحة هي شركات ومكاتب الطيران، تلك التي تعتمد على سفر الناس بين البلدان من أجل السياحة أو إدارة الأعمال، لذلك بعد إغلاق المطارات انخفضت الأرباح بشكل هائل ما أدى إلى تخفيض عدد العمال في الشركات الخاصة بالطيران والمطارات وذلك انعكس بشكل سلبي على عدد العاطلين عن العمل.
شملت خسارة الأرباح أيضا الفنادق والمطاعم المرتبطة بها، بالإضافة إلى المرافق السياحية التي كانت تدخل إيرادات كبيرة إلى البلاد، فنادق خالية ورحلات ملغاة ومعالم سياحية مغلقة، فيروس كورونا يشل السياحة العالمي، ومنذ الآن يتوقع القطاع السياحي خسائر بمليارات اليورو، أوروبا في مواجهة أكبر أزمة، فمنذ انتشار الفيروس في ايطاليا بقيت وجهات سياحية محبوبة خالية في الغالب من البشر وفي البندقية وميلانو تبقى المتاحف والمسارح والمعالم السياحية مغلقة وتم إلغاء الأنشطة الكبرى وحتى في فرنسا ظل متحف اللوفر مغلقا لاربعة أشهر متتالية ، لأن العاملين توقفوا عن العمل تخوفا من عدوى محتملة.
لقد تكبدت السياحة العالمية نتيجة لذلك أسوأ خسارة لها منذ سنة 1950، وفق تقديرات منظمة السياحة العالمية حيث تراجعت رحلات السيّاح بنسب تصل ما بين 60% إلى 80% مقارنة بالسنوات الماضية.
و لقد بدأت بعض الدول بفتح المطارات واستقبال الزوار لكن بحرص وتشدد كبيرين، لأن بعض الدول يشكّل فيها قطاع السياحة مصدراً مهماً للدخل يعادل نصف الناتج المحلي لها، الأمر الذي يدفع تلك الدول باتخاذ القرارات لإعادة الأمل إلى هذا القطاع.