كتب: عبدالعظيم الضامن.
عندما تحن الأجيال للماضي فإنها تغدو مهرولة الى تراثها تشتم فيه عبق السنين الغابره ، وتستذكر فيه صور غدت اطلال لم تندثر ، تستلهم من خلالها حال الأجداد ، وغنى الموروث الشعبي والذي هو ملك للجميع وليس لأحد بعينه ، هذا هو حال الجميع هنا في محافظة القطيف يحتفلون بالفرح بحب .
في يوم ربيعي مميز بنسماته الباردة الرطبة ، صافح التراث قلوب اهالي جزيرة تاروت المحبين للماضي والزمن الجميل في أرض " المحبة والسلام" .
على نسائم رائحة البحر والنخيل هبت الأطفال تغازل أمواج البحر في أرض اتشحت بالخضرة ورائحة الطين على ضفاف الخليج العربي .
القرقيعان ..
يحتفل الأطفال في معظم دول الخليج العربي في منتصف شهري شعبان و رمضان ، واتذكر حينما كنا أطفالًا نجوب الحارات في بلدة سنابس ، نتجهز بعد صلاة المغرب للخروج ، ونلبس أجمل اللباس ، ونحمل كيس جميل تصنعه امهاتنا ، ونبدأ جولتنا من الجيران ، ثم نعود نفرغ ما حصلنا عليه ، ثم نعود من جديد نستكمل الجولة حتى نتعب ، وفي زماننا كنا نحن الأولاد والبنات الصغار فقط من يخرج للناصفة ، وبعد سنوات اصبح الجميع يخرج حتى خادمات المنازل ، وفي العادة يكون كل صاحب بيت يجلس على عتبة بابه ، يفترش الحصير أو المدة ، ويضع زبيل من خوص النخيل او سلة كبيرة مليئة بالحلويات ، ويوزعها على الأطفال .
حيث نطوف الحارات الشعبية مرتدين أزياءً شعبية ونردد الأهازيج الشعبية ، وتختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافاً بسيطاً ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها .
اما الآن فقد أصبحت الناصفة ( القرقيعان ) من اهم مظاهر الفرح في القطيف ، اذا تعادل في زهوتها العيد إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير .
تصوير / وليد الوحيد

