ثورة الهندسة المعمارية...عربية

أحيانا لا يجب انتظار دعم الآخرين لنا لنظهر مواهبنا وإبداعاتنا، لأن دعمنا لأنفسنا هو الأفضل من بين الجميع، وأن تؤمن بنفسك مع عدم إيمان أحد بك خير من أن يؤمن الجميع بك مع عدم إيمانك بنفسك.
انطلقت شعلة زها حديد التي أضاءت سماء عالم الهندسة في أول التسعينات، حيث بدأت شهرتها وتصاميمها تغزو العالم بأسره، بعد إنهاء مشروعها الأول بنجاح وهو محطة فيترا فاير في مدينة فايل آم راين الألمانية، ثم اختيار تصميمها لمتحف مركز الفنون المعاصرة في سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية حيث اعتبرت أول امرأة تقوم بتصميم متحف أميركي، واعتُبر المتحف بعد الانتهاء من بنائه بأنه أهمّ مبنى أميركي يتم بناؤه منذ الحرب الباردة، وقد حصدت جائزتين عن هذا التصميم هما جائزة المعهد الملكي للمعمارين البريطانيين وجائزة العمارة الأميركية من متحف شيكاغو أثنيوم.
قامت بتنفيذ ما يزيد عن ٩٠٠ مشروع في ٤٤ دولة حول العالم وعاصرها عشرات النقاد فأبدعوا في وصفها ومدح أسلوبها الخيالي على الرغم من أنهم ينتقدون العشرات من الأشخاص في اليوم الواحد، وكان حديثهم فقط عن صعوبة تنفيذ تلك التصاميم التي لم يجرؤ لمعماري أن يفكر بها إلا أن زها كانت ثورة في عالم الهندسة المعمارية وأثبتت لكل المشككين حقيقة تصاميمها بعد بنائها.
تعتبر زها العراقية الأصل أوَّل امرأة عربية تحصل على جائزة بريتزكر المعمارية Pritzker Architecture Prize، ولأنها تنظر إلى العمارة من منظور مختلف؛صارت عالمية مشهورة، إذ أنها تعتبر أن المِعْمَار لا يقتصر فقط على المَأوَى، فهو ليس مجرد سياج بسيط. بل يجب أن يُحَمِّس المرء، ويهدئ أعصابه، ويدفعه للتفكير، وكأن العمارة يجب أن تحاكي اللوحات الفنية في الإبداع، لذلك نرى في تصاميمها تلك الغرابة الممزوجة بالجمال أمثال اللوحات الشهيرة في المتاحف العالمية.
لم تكتفي حديد بإظهار حسها الفنّي في التصاميم المعمارية، بل شاركت أهم دور الموضة والأزياء في التصاميم ومنها دار لوي فيتون لإنتاج حقيبة تحمل العلامة ذاتها، علامة لاكوست وأطلقت حذاءًا بلسان طويل من الجلد الناعم يلتف حول الساق وقامت بتصميم بوتيك دار أزياء نيل باريت في طوكيو...بالإضافة إلى مشاركتها في تصميم الأثاث لصالح إيستابليشت أند سانز ثم قامت بتصميمات جديدة للأثاث الداخلي، تم عرضها في معرض ميلانو الدولي للأثاث.
إن أردنا حصد أعمالها وتكريماتها والجوائز التي نالتها ما استطعنا ذلك، لأنها امرأة تجاوزت العالمية بأشواط، وحققت في عام واحد ما لم يستطع مهندس تحقيقه في عمره كله، حيث حصلت على جائزة الدولة النمساوية للسياحة، اعتبرت رابع أقوى امرأة في العالم في ٢٠١٠حسب تصنيف مجلة التايمز، احتلت المرتبة الأولى وللعام الثاني على التوالي على لائحة أقوى مائة امرأة في العالم، وحصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية في بيروت  تقديرًا لمجهوداتها...أضف إلى ذلك العشرات من التكريمات والجوائز من العشرات من أهم الدول في العالم، التي تقدر جمال الهندسة والتطور الذي قدمته زها حديد للعلم والعمارة والبشرية.


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

75%

لا

25%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023