تخيّل في يوم من الأيام أن تبيع سيارتك القديمة المستعملة لتشتري بثمنها سيارة جديدة من نفس النوع، وتبقي مبلغا صغيرا منه أيضا على حدى!!
نعم هذا ما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية في سوق السيارات الذي تم وصفه بالغريب والمنافي للمنطق والمعقول، وهناك حوالي ٧٣ نوع من السيارات عمرها ما بين سنة وثلاث سنوات، يتم بيعها في حالتها المستعملة بسعر أعلى مما كانت عليه وهي جديدة.
وقال أليكس يورتشينكو نائب رئيس "بلاك بوك" المختصة بمراقبة بيانات السيارات والشاحنات خلال مقابلته مع شبكة"إن بي سي نيوز" أن التجار يحتاجون إلى المخزون، لذا فهم يدفعون الكثير من المال مقابل سياراتهم في سوق الجملة"، حيث صار متوسط سعر السيارة المستعملة في أميركا حوالي ٢٦٥٠٠ دولار.
يعود هذا الارتفاع في الأسعار إلى أزمة كورونا التي اضطرت المصانع إلى الإغلاق والتوقف عن العمل من بينها المصانع المخصصة لإنتاج رقائق السيارات، ما زاد الطلب على السيارات مقابل انخفاض الانتاج، ولكن حتى مع فتح هذه المصانع بقيت أسعار السيارات المستعملة على حالها لأن المخصصة منها لإنتاج شرائح السيارات تحولت إلى تصنيع الموصلات الخاصة بالهواتف والحواسيب المحمولة وأنظمة الألعاب، مما اضطر مصانع السيارات إلى الإغلاق بشكل مؤقت لحين استئناف تصنيع هذه الشرائح.
إن هذه الأزمة المؤقتة انعكست بشكل كبير على أسعار السيارات المستعملة إذ أن الأشخاص باتوا يلجؤون إلى شرائها بسبب نقص الجديد منها، ولكن عدد المستعمل لا يلبي حاجات الجميع فبالتالي يكون الارتفاع إجباريا بحسب الربط الاقتصادي لهذه المعادلة، إلا أن لكل مشكلة نهاية، فقد بدأت الأسعار تنخفض تدريجيا منذ أسبوع، إلى جانب الوضع الذي لا يمكن أن يحتمل إغلاق للمصانع أكثر من ذلك وبالتالي البحث عن حلول بشكل سريع وضروري.
سوق السيارات المستعملة في أميركا يتنافى مع المنطق!
