كتب: محمد العيسى
CEO
Alissa3m@gmail.com
عانقت روحه السماء العليا فاستقبلته ملائكة الرحمن بعرس يليق بعطائه الفاضل، وزفّته فارسا إلى الأرائك محمولا على نسيم الريح لتتبارك من كفّيه الأجودين، ولأن الله يحب أن يرى عباده المخلصين بين يديه؛عجّل بضمّ روحه إلى جنب الأخيار والطاهرين.
نحن لا نبالغ عند قولنا بأن أرواحنا ارتدت السواد والفاجعة بعد علمنا بخبر وفاة المهندس الكبير الأستاذ عباس الشماسي، الذي لا بد وأن تنحني لقامته المجاهدة في سبيل الخير ونشر السلام أعظم القامات، وأن تسطّر بحقّه تلك الجمعيات المنادية بعون الفقراء والضعفاء كراريس مذهّبة لتعليمنا كيفية الوفاء لإخواننا في الإنسانية، فإن نظرنا إلى الجموع التي احتشدت من أجل تقديم التعازي لعائلته؛ كنا على يقين بأن المرء بعد وفاته سوف يرى قيمة ما قدّمت يداه في حياته، حيث ضجّ المجلس بذكر محاسنه وطيب معشره وتعالت الحناجر بالرحمة والدعاء لروحه المباركة، حيث ما يزال أثر غرسه ينتج شجرا وارفا يستظل به أجيال كثيرة، فيرافقه الدعاء على مرّ الأعوام من القلوب المجبورة على يده لتصل أعنّة السماء، فمبارك لكل من سكن اللحد بقربه، حيث سينير بالصلوات والدعاء الخالص له معظم قبور الآخرين، وسيتعطّر التراب من ريح بخور الجنة التي لطالما سمعنا أحاديث وأقوال حولها.
إن أكثر ما يؤلمنا في رحيله هو الفقد الذي لن يعوّضه أي شخص في هذه الدنيا، ولولا ذلك لكنّا نبارك له مقامه الأعلى في مساكن المؤمنين والصالحين، إلا أن الموت دائما يخطف تلك الأرواح التي يطالب برؤيتها الخالق اشتياقا لهم، كالورد الذي يُقطف من أجمل البساتين لنتباهى بجماله من دون غيره، وذلك فقط لأنه لا يليق بالسماء إلا أن تحتضن أجمل النجوم لتُضاء عتمتها في أكثر الليالي الحالكة؛ عند اختفاء القمر.
