عرّاب الاستثمارات العالمية

كتب: محمد العيسى
CEO
Alissa3m@gmail.com
التحق صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، بركب والده رجل الأعمال والمستثمر السعودي العالمي الكبير الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، وأخذ منه فطنته الاستثمارية، فحذى حَذوه وذاع صيته بين كبار القامات العربية والدولية، واستطاع أن يجذب أنظار العالم إليه بسبب تلك التقديمات والمساهمات الخيرية العظيمة التي لم يسبقه إليها أحد من قبل.
درس في أول شبابه إدارة الأعمال وحمل مبادءها بعد تخرجه حتى صار من ضمن لائحة الأثرياء الأوائل في العالم، وصار منهجا لكثير من الناجحين وملهما لأعمالهم ودوافعهم حتى أن الكاتب والصحفي البريطاني ريز خان ألف كتابا عنه يتضمن نجاحاته وسيرته المهنية من خلال اللقاءات والحوارات معه.

استثمر أمواله في الفنادق العالمية مثل فور سيزونسز وموفنبيك وفيرمونت، وقطاع الإعلام عبر إنشاء شركة روتانا للإنتاج وقناة الرسالة، والقطاع التقني كشركتي أبل وإي باي، فكان رجلا ذا حنكة يعرف أين يدوس بقوة بأمواله من بعد الخبرات التي عايشها أثناء تأسيس أعماله، فإما أن تكون خطواته ثابتة ورصينة وإما فلا.
ككل الشباب الحالمة بدأ بإنشاء مشاريعه الخاصة إلا أن الرياح عاكست سفينته أكثر من مرة، فما كان منه إلا أن عاود النهوض بعد كل خيبة أمل، ومع كل خطوة تأسيس لطموحاته؛ رافقه دعم والده المادي والمعنوي كشراع السفينة القاهرة للعواصف، حتى صارت قدماه ثابتتان من بعد تجاربه الخاصة التي صقلت دهاءه وحنكته الاداريه .

فُتحت أبواب البحار أمام هذا الصياد العظيم الذي اصطاد الفرصة المناسبة عام ١٩٩١ والتي تعتبر سمكته الذهبية المؤسسة لعالم المال في حياة الوليد بن طلال، حيث قام بإبرام أول صفقة بهذا الحجم في مجموعة "سيتي كورب" العالميَّة، واستثمر أمواله بشراء أسهم بقيمة 790 مليون دولار، وكانت هذه الصفقة هي الباب الواسع لسلطة الأعمال والريادة الاستثمارية.
كان مشروعه الذي أسسه في بداية أعماله شركة "المملكة للتجارة والمقاولات" لم تبصر النور كثيرا قبل هذه الصفقة المدوية بنجاحها"سيتي كورب"، إلا أنه بعد عدة سنوات بدأت أعمال الشركة بالازدهار وصارت شركة استثمارات عالمية تدير العديد من الاستثمارات من فنادق ومطاعم وخدمات مصرفية...تحت اسمها الجديد "المملكة القابضة".

مازالت أعماله كثيرة ومتنوعة على صعيد العالم، كأنه يحاول وضع لمساته الاستثمارية في كل مشروع رابح من شركات عقارية وفنادق ومواقع تواصل في أي بلد من البلدان، وينقض على أية فرصة مؤكدة الربح بعد خبراته المتراكمة في السوق والأعمال.
هو الشخص الأكثر الذي طغى بلمساته الخيّرة ذات المعالم الواضحة بكرم النفس على العالم كله، أينما وجد الواجب الإنساني يناديه؛ حلّ ضيف شرف بمساعداته المادية والتربوية والاجتماعية وأسّس في تلك البلاد المهجورة من أيادي الخيّرين مقرات إقليمية لمن هم في أمس الحاجة، حتى أنه تذكر معظم البلاد المحتاجة التي خلت منها تلك الجهود العالمية من دون منٍّ أو تكبّر، وكم كان إعلانه التاريخي يشكل صدمة للعالم بعد قراره بالتبرع بمبلغ ٣٢ مليار دولار للأعمال الإنسانية من أجل مساعدة كل فئات المجتمع العربي والعالمي، حيث يشكل هذا المبلغ تقريبا معظم ثروته التي جدّ من أجل جمعها، إلا أنه وبكل بساطة أثبت للجميع بأن السعادة ليست بالثروة والمال، بل برؤية ابتسامة كل محتاج كان هو سبب رسمها على محيّاه.
منذ بدء فايروس كورونا وهو في الصفوف الأمامية لدعم الجهود العالمية في محاربته حيث تبرّع بمبلغ ما يعادل 30 مليون دولارٍ أمريكي كان قد أعلن عنه عبر مواقع التواصل وقد صرّح "لقد أصبح من الهامِّ الآن أكثر من أيَّ وقتٍ مضى، وخصوصاً في هذا الوقت الذي نُواجه فيه جميعنا هذه الأزمة غير المسبوقة، أن نجمع مواردنا معاً في المعركة ضدَّ فيروس كورونا. وفي الوقت الذي تُكافح فيه العديد من الدول المتقدِّمة لمواجهة هذه الجائحة، يجب علينا ألَّا ننسى البلدان النامية في أفريقيا، والدول الأكثر حاجةً في الشرق الأوسط"، وأكّد أن مؤسسته التي كافحت من أجل دعم المحتاجين منذ ما يزيد عن ٤٠ عاما سوف تدعم كل الجهود التي تحارب هذا الوباء للتخلص منه ودحره عن أرضنا.


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

75%

لا

25%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023