الرياض - الكون بزنس
تعمل المملكة العربية السعودية بشكل متواصل على تعزيز مكانتها في مجال التقنية الحيوية من خلال الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، التي تهدف إلى جعل المملكة من بين الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال. وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، الدكتور هشام الجضعي، أن هذه الاستراتيجية تركز على مجالات حيوية مثل تطوير اللقاحات، وتوطين التكنولوجيا البيولوجية، وعلم الجينوم، وتحسين جودة النباتات.
في كلمته خلال المؤتمر الدولي السنوي الرابع للجمعية السعودية للصيدلة الإكلينيكية (SSCP)، أشار الدكتور الجضعي إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الهيئة العامة للغذاء والدواء في تحقيق هذه الاستراتيجية، حيث قامت الهيئة بتطوير إطار تنظيمي شامل يدعم تقنية الأحياء. يتضمن هذا الإطار لوائح وإرشادات لتجارب السريرية الخاصة بالمستحضرات الصيدلانية الحيوية، بالإضافة إلى معايير التصنيع والتقييم السريري لتلك المنتجات.
أوضحت الهيئة أنها لا تكتفي بوضع اللوائح فحسب، بل تدعم أيضًا البحث والتطوير في مجالات التقنية الحيوية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في الابتكار والتقدم في هذا المجال. كما أن الهيئة تقوم بمراقبة سلامة المنتجات بعد طرحها في الأسواق، لضمان جودة المنتجات الحيوية المقدمة إلى الجمهور.
تتطلع المملكة إلى التقنية الحيوية كوسيلة لتحقيق تحسين شامل في جودة الحياة، سواء كان ذلك من خلال تقديم منتجات طبية مبتكرة، أو أدوية فعالة، أو تحسين الإنتاج الزراعي والغذائي. وتعد هذه الاستراتيجية جزءًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الصناعي وزيادة إسهامه في الاقتصاد الوطني.
عملت الهيئة العامة للغذاء والدواء على تكييف هيكلها الداخلي لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال التقنية الحيوية. أنشأت الهيئة إدارات متخصصة في مجالات معينة داخل قطاعات الغذاء، والدواء، والأجهزة الطبية، والمختبرات، بهدف تنظيم التقنية الحيوية بفعالية أكبر.
من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، دعا الدكتور الجضعي جميع الأطراف المعنية في القطاعين الحكومي والخاص إلى المشاركة الفعالة في تشكيل مستقبل هذا القطاع. وأكد أن التعاون بين هذه الجهات هو الأساس لتطوير تقنيات حيوية جديدة تلبي احتياجات الصحة العامة في المملكة.
واختتم الدكتور الجضعي حديثه بالتأكيد على أن هذه الجهود المشتركة ستساهم في تعزيز بيئة الابتكار داخل المملكة، مما سيساعد على جذب استثمارات عالمية كبيرة في مجال التقنية الحيوية. وبفضل هذه الجهود، يمكن للمملكة أن تحقق ريادة عالمية في هذا المجال، مما سيعزز من مكانتها كوجهة رائدة للتكنولوجيا والابتكار.
تعتبر الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية ركيزة أساسية في تحقيق تطلعات المملكة نحو التقدم والريادة العالمية. من خلال تركيز الجهود على مجالات مثل اللقاحات وعلم الجينوم، بالإضافة إلى التعاون بين القطاعات المختلفة، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق في مجال التقنية الحيوية، مما سيحقق تحسينًا كبيرًا في جودة الحياة ويساهم في تعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية
