الرياض - الكون بزنس
وصل كيليان مبابي إلى باريس سان جيرمان في عام 2017، وهو شاب بوجه طفولي يبلغ من العمر 19 عامًا. تم التعاقد معه بمبلغ ضخم جعله ثاني أغلى لاعب في التاريخ، ووصفه رئيس النادي ناصر الخليفي بأنه "اللاعب الشاب الواعد حول العالم". كان على مبابي تحمل عبء مساعدة النادي الباريسي في تحقيق أول لقب له في دوري أبطال أوروبا، رغم مشاركته في بعض الأحيان هذا العبء مع نجوم كبار مثل زلاتان إبراهيموفيتش وليونيل ميسي ونيمار.
خلال فترة تواجده في باريس سان جيرمان، حقق مبابي نجاحات كبيرة على الصعيدين الجماعي والفردي. فاز بـ 11 لقبًا محليًا، بما في ذلك الدوري الفرنسي وكأس فرنسا وكأس السوبر الفرنسي، وحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري خمس مرات. على الرغم من هذه النجاحات، بقي دوري أبطال أوروبا اللقب الذي لم يتمكن من تحقيقه، وهو الهدف الأسمى لمالكي النادي القطريين منذ توليهم المسؤولية في عام 2011.
أقرب ما وصل إليه مبابي وباريس سان جيرمان لتحقيق حلم دوري أبطال أوروبا كان في نهائي 2020، حيث خسر الفريق أمام بايرن ميونخ. ومع مرور سبع سنوات على وصوله، تبقى لديه فرصة أخيرة لتحقيق لقب مع النادي عندما يواجه ليون في نهائي كأس فرنسا.
رغم النجاحات الكبيرة، لم يستطع مبابي كسب قلوب جميع مشجعي باريس سان جيرمان، خاصةً في الطريقة التي رحل بها عن النادي. وفي صيف 2021، عندما قدم ريال مدريد عرضًا ضخمًا لشراء مبابي، اعترف اللاعب برغبته في المغادرة، لكنه قرر في النهاية توقيع عقد جديد مع باريس سان جيرمان.
مع اقتراب انتهاء عقده في يونيو 2024، يبدو أن مبابي على وشك الانضمام إلى ريال مدريد، وهو النادي الذي لطالما حلم باللعب فيه. وبالرغم من العروض المغرية من أندية أخرى مثل نادي الهلال السعودي، ظل تركيز مبابي منصبًا على تحقيق حلمه باللعب في ريال مدريد.
على الرغم من التحديات التي واجهها مبابي مع بعض مشجعي باريس سان جيرمان، إلا أن ألتراس النادي أبدى تقديره لجهوده من خلال تيفو خاص وهتافات في مباراته الأخيرة. ويؤكد رفائيل جوكوبين، خبير كرة القدم الفرنسي، أن المشجعين ممتنون لما فعله مبابي للنادي، مشيرًا إلى أنه حقق الكثير من الأرقام القياسية والنجاحات على أرض الملعب.
بانضمامه المتوقع إلى ريال مدريد، يواجه مبابي تحديًا جديدًا في بيئة تنافسية شديدة. لن يكون عليه فقط التأقلم مع مستوى جديد من المنافسة على أرض الملعب، بل سيواجه أيضًا تحديات خارج الملعب بصفته وجه النادي. ومع خبرته الكبيرة وقدرته على التكيف، يتوقع الخبراء أن ينجح مبابي في هذا التحدي الجديد.
سواء اتفق المشجعون على مكانته بين عظماء باريس سان جيرمان أم لا، فقد ترك كيليان مبابي بصمة لا تُمحى في النادي. ومع التحدي القادم في ريال مدريد، يبقى السؤال: هل سيتمكن مبابي من تحقيق حلمه الأكبر والفوز بدوري أبطال أوروبا مع النادي الملكي؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال، لكن لا شك أن مبابي يمتلك الموهبة والعزيمة لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.