كتب: محمد العيسى
CEO
Alissa3m@gmail.com
تتوالى إنجازات السيدة لبنى عليان السعودية الأصل سنة بعد سنة على اختلاف أعمالها ونشاطاتها التجارية والاستثمارية، وتبرع في قيادة الإصلاحات في المجتمع والاقتصاد بكل قوة وإصرار حتى تصل إلى خططها التي تسعى من خلالها إلى تمكين المرأة في المجتمع وتقليص التفاوت بين الفقراء والأغنياء من حيث المداخيل، ثم تسجّل نقاط الفوز بتحقيقها من خلال التفاؤل الواضح في مسيرتها، المطبوعة بين أحرف اسمها.
تولت سيدة الأعمال إدارة "مجموعة شركات العليان" التي كان قد أسسها والدها رجل الأعمال الكبير الشيخ سليمان العليان منذ عشرات السنين، بدأت بشركة شحن ثم توسّع نشاطها لتشمل ما يقارب الأربعين شركة في مجالات وصناعات مختلفة كالمطاعم والفنادق...كما أنها تتولى مسؤولية أنشطة العمل التجاري والاستثمارات العائدة لهذه المجموعة في السعودية والشرق الأوسط، إلى جانب شغلها منصب الرئيسة التنفيذية ونائبة رئيس مجلس الإدارة في "شركة العليان المالية"، ويمكن القول أنها المرأة القوية التي استلمت زمام الأمور في هذه المجموعة من خلال مناصبها المتعددة والمهمة من خلال موقع المسؤولية الموكل إليها.
إن الخبرة التي اكتسبتها أثناء عملها في بنك "مورجان جوارنت" في مدينة نيويورك، وفي شركة "جي بي مورجان" كمحللة مالية، دفعت بها إلى استلام مناصب كبيرة في شركات والدها بكل قوة وحكمة إلى أن أصبحت المُديرة التنفيذية لهذه المجموعة العملاقة بشكل استحقاق عادل ونزيه، بعيدا عن محسوبيتها تجاه المؤسس.
و تعتبر عائلة العليان من بين أبرز أغنياء العائلات السعودية حيث صنفت في المرتبة الأولى ضمن لائحة فوربست لأغنى العائلات العربية لعام ٢٠١٦ بثروة قدرت حوالي ٨ مليارات دولار، وتملك السيدة لبنى حصصا في مصارف وشركات عربية وعالمية بما يعادل مليارات الدولارات.
على الرغم من عمرها الذي بات أن يجاوز منتصف الستينات، إلا أن من بين راحتيها يتدفّق ينبوع الشباب والهمة اللذان قلّما نجدهما لدى عشرينات جيلنا الحاضر، إذ أنها ما تزال تشغل مناصب متجددة بكل نشاط وحيوية حيث شغلت منصب رئيس مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني «ساب» منذ يونيو ٢٠١٩ ، وتشغل عضوية مجلس إدارة الشركة العملاقة في مجال التسويق (WPP) وعضو في مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، إلى جانب مساعيها الدائمة في دولة السويد، حيث ساهمت في تقوية العلاقات بين هذه الدولة وبين المملكة العربية السعودية وقيادتها لعدة شركات سويدية مثل أطلس وسكانيا...ونتيجة لجهودها؛ حازت على الوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى الذي يعتبر أول وسام من هذا النوع يدخل السعودية على يد امرأة من هذا الوطن العريق، والذي خرّج بدوره نوابغ وأعلام من هذا الزمن.
قدّمت هذه السيدة نموذجا قياديا عاليا للمرأة السعودية العاملة، وعلى الرغم من أنها ليست المرأة الأولى التي وصلت إلى أعمال ريادية ومناصب مهمة إلا أنها كانت السيدة الأولى في أمرين، أولهما إدارة امبراطورية تجارية واستثمارية عالمية وتولي أعلى المناصب فيها بمؤهلاتها العلمية والخبراتية، وثانيهما اختيار العليان ثاني أقوى شخصية نسائية عام ٢٠١١م ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية بحسب مجلة «أرابيان بيزنس الاقتصادية».
