تقع مدينة الحِجر، أو كما اشتهرت بمدائن صالح، شمال غربي المملكة العربية السعودية هى مدينة حجرية تقع على بعد 22 كـم من محافظة العـلا، وتحتل موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر.
وتعود هذه المدن إلى ما قبل عصر الإسلام، إلى عهد المملكة النبطية وتحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد مدينة البتراء فى الأردن، وترجع تسمية مدائن صالح نسبة إلى نبى الله صالح، وعرفت فى القرآن الكريم بـ "الحجر" حيث جاء وصفها أنها منطقة منحوتة من الجبال والصخور.
يتوافد الناس من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على هذه الكنوز الأثرية، التي تحمل في طياتها أسرار حضارة خلت.
فمع وصول الزوار إلى منطقة الحجر، المعروفة بـ "مدائن صالح"، تبدأ الرحلة بطريق رملي في منطقة صحراوية، تظهر في أفقه جبال تتمتع بأشكال غريبة تميزها عن غيرها، لكن المفاجأة تكشف عن نفسها شيئا فشيئا مع الاقتراب من هناك.
ففي المحطة الأولى، يقف الزائر مبهورا أمام جبل "إثلب"، الذي تركت الطبيعة والبشر على حد سواء، علاماتهم عليه، فمع النظرة الأولى يمكن ملاحظة الأشكال والنقوش الفريدة من نوعها التي حدثت بفعل عوامل التعرية الطبيعية.
وفي المحطة التالية، نجد امامنا "قصر البنت" أو "جبل البنات"، أعمدة شاهقة ونقوش ضخمة وغرف خفية.. لحظات مهيبة يعيشها الزائر عند وقوفه أمام هذه المشاهد الخلابة، وقد سمي هذا المكان بهذا الاسم لأنه يضم 31 مقبرة تملكها نساء.
وحسب علم الآثار، فقد سُكنت مدينة الحجر من قبل المعنيين الثموديين في الألفية الثالثة ق.م، ومن بعدهم سكنت من قبل اللحيانيون في القرن التاسع ق.م، وفي القرن الثاني ق.م احتل الأنباط مدينة الحجر، وأسقطوا دولة بني لحيان واتخذوا من بيوت الحجر معابد ومقابر، وقد نسب الأنباط بناء مدينة الحجر لنفسهم في النقوش التي عثر عليها
وربما يعود أقدم أثر بالمدينة إلى 1700 ق.م حسب الكتابات، وقد دُمر جزء منها بزلزال، وأما مدينة الحجر فهي آثار المعنيين والتجار الثموديين الأوائل القادمين من جنوب الجزيرة العربية.
وتحتوي هذه المدائن على أكثر من 130 مدفنا، تم بناؤها في الفترة بين العام الأول قبل الميلاد وحتى العام 75 ميلاديا، وسط صخور ضخمة تقف منفردة بين الرمال المتموجة، وتخصص كل مقبرة لصاحبها الذي بناها وللأجيال المتعاقبة من نسله.
واكتشف باحثون علميون هياكل عظمية وجثامين ملفوفة بجلود طبيعية كانت قد حفظت في داخل غرف في صخور يزيد عمرها على أكثر من 3 آلاف عام، وآثار أقدام رجح الباحثون أن تكون آثار لديناصورات بالإضافة إلى رسومات ونقوش في غاية البراعة.