الشرقية - الكون بزنس
كتب: محمد العيسى
في كل عام، يحتفل أبناء المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس، تلك الذكرى الخالدة التي تجسد البداية العظيمة لدولة عريقة ضربت بجذورها في عمق التاريخ، وأرست دعائم المجد والازدهار. في الثاني والعشرين من فبراير، نستعيد بكل فخر واعتزاز ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، الذي أرسى الأسس الأولى للوحدة والاستقرار، وجعل من الدرعية نقطة انطلاقٍ نحو بناء كيان سياسي قوي يقوم على مبادئ العدل والتلاحم والتنمية.
يوم التأسيس ليس مجرد تاريخ في تقويم الأيام، بل هو شهادةٌ على صمود الرجال، وتضحيات الأجداد الذين بذلوا الغالي والنفيس لتأسيس وطنٍ شامخ، يتربع اليوم على عرش الريادة. في هذا اليوم، نستلهم من إرث أجدادنا العزيمة، ونتأمل كيف تحولت المملكة إلى قوةٍ اقتصادية وسياسية تُباهي بها الأمم.
تتزين مدن المملكة من الرياض إلى جدة، ومن الدمام إلى أبها، بأبهى حلل الفرح، حيث تُقام الفعاليات التراثية والعروض الفلكلورية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة. تنطلق المسيرات الشعبية، وترتفع الأعلام، ويشارك الكبار والصغار في استعادة اللحظات التاريخية عبر المتاحف الحية، والعروض المسرحية، والمجالس الثقافية التي تحكي قصة أمجاد المملكة من التأسيس إلى اليوم.
كمواطن سعودي، أشعر في هذا اليوم بمزيج من الفخر والاعتزاز وأنا أرى وطني يسير بخطى واثقة نحو مستقبلٍ أكثر ازدهارًا تحت قيادةٍ حكيمة تُؤمن بأن المواطن هو أعظم ثروة. إن رؤية السعودية 2030 ليست إلا امتدادًا لذلك الحلم الذي بدأ قبل ثلاثمائة عام، فاليوم نحن نحصد ثمار الماضي ونرسم ملامح المستقبل، لنثبت أن مسيرة الوطن مستمرةٌ بالعطاء، والإنجاز، والطموح الذي لا يعرف حدودًا.
يوم التأسيس هو أكثر من احتفال، هو هويةٌ وطنية تذكرنا بأننا أبناء وطنٍ صُنع بالعزم، وبُني بالعزيمة، واستمر بالمحبة والوفاء. في هذا اليوم، نجدد العهد والولاء لوطننا وقيادتنا، ونعاهد أنفسنا بأن نواصل مسيرة البناء بكل حبٍ وإخلاص، لنظل دائمًا وأبدًا في القمة.
ختامًا، كل عام والمملكة بخير، كل عام وأرضنا الطاهرة تعانق السماء شموخاً وعزاً. لكل مواطن سعودي، أقول: افتخروا بوطنكم الذي أصبح اليوم عنوانًا للتقدم والقوة، ودعونا نسير معًا نحو مستقبل أكثر ازدهارًا ورخاءً تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
دام عزك يا وطن، ودامت أفراحك، وكل عام والمملكة العربية السعودية بخير.
