الرياض - الكون بزنس
يعود احتفال "نور الرياض" في نسخته الرابعة هذا العام، كواحد من أبرز المشاريع الفنية ضمن برنامج الرياض آرت، تحت شعار "بين الثرى والثريا". هذا الحدث الفني الضخم يواصل تقديم تجربة فريدة لعشاق الفنون من خلال عروض ضوئية وفنية متنوعة في ثلاثة مواقع بارزة في العاصمة السعودية الرياض، وهي: مركز الملك عبد العزيز التاريخي، وادي حنيفة، وحي جاكس.
يُعتبر مركز الملك عبد العزيز التاريخي من أهم المعالم الثقافية في العاصمة الرياض. يمتاز المركز بمعارضه ومتاحفه التي تسرد تاريخ المملكة وأصالتها. اختيار هذا الموقع لاحتضان فعاليات نور الرياض يعكس الترابط الفريد بين الماضي والحاضر، حيث يتم دمج الفن المعاصر مع تاريخ المملكة الغني، ليشكل تجربة فنية شاملة تحتفي بالتاريخ والفن في آن واحد. يُعد المركز وجهة مميزة للزوار من مختلف الفئات، بما في ذلك العائلات، المثقفون، ومحبو الفن، مما يعزز من روح الانفتاح الثقافي والاحتفال بالفن كجزء من الهوية الوطنية.
يمثل وادي حنيفة رمزًا طبيعيًا للعاصمة الرياض وتضاريسها الفريدة، حيث يوفر بيئة مثالية لعروض الفن الضوئي في الهواء الطلق. يتيح الوادي للزوار فرصة استكشاف الأعمال الفنية وسط الطبيعة، مما يضيف بُعداً جمالياً وتأملياً للتجربة. التفاعل بين الفن والطبيعة يُضفي على التجربة طابعاً خاصاً ويتيح للزوار رؤية الفنون المعروضة في سياق بيئي يتناغم مع أضواء العرض ويثري التجربة الفنية. إن اختيار وادي حنيفة يعكس التقدير الكبير للتراث الطبيعي للمملكة واستخدامه كخلفية لاحتفال فني يجذب الآلاف من المهتمين.
حي جاكس، الذي يُعرف بكونه محوراً للإبداع في الفنون المعاصرة بالرياض، يحتضن عددًا كبيرًا من المعارض والاستوديوهات الفنية التي تقدم تجارب فنية حديثة ومبتكرة. يوفر الحي بيئة خصبة لتقديم المشاريع الثقافية، ويُعد منصة مثالية للفنانين المحليين والدوليين لعرض إبداعاتهم. من خلال هذه الفعاليات، يتمكن الزوار من الاستمتاع بمزيج من الفنون الرقمية، واللوحات الفنية، والمنحوتات، وغيرها من الفنون التي تعكس التوجهات الفنية الحديثة. حي جاكس يُمثل القلب النابض للفنون المعاصرة في الرياض، مما يجعله جزءاً أساسياً من احتفال نور الرياض.
نسخة هذا العام من "نور الرياض" ستستمر لمدة 17 يومًا، ابتداءً من 28 نوفمبر وحتى 14 ديسمبر 2024، وهي مليئة بالفعاليات التي تتجاوز مجرد عروض الضوء. يشمل البرنامج مجموعة متنوعة من ورش العمل الفنية، جلسات الحوار التفاعلية، وبرنامج الشراكات المجتمعية. هذه الفعاليات ليست موجهة فقط لعشاق الفن، بل تستهدف جميع أفراد المجتمع، حيث يمكنهم التعلم والتفاعل مع الفنون بشكل مباشر، مما يُثري التجربة الثقافية العامة.
تتيح ورش العمل للمشاركين تعلم تقنيات جديدة في الفن وتطوير مهاراتهم الإبداعية، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين. أما الجلسات الحوارية، فهي تجمع بين الفنانين والجمهور في حوارات حول القضايا الفنية المعاصرة، مثل تأثير التكنولوجيا على الفن، واستكشاف العلاقة بين التراث والفن الحديث.
يهدف برنامج الشراكات المجتمعية إلى إشراك الجمهور في مشاريع فنية تعاونية، حيث يتمكن الزوار من المساهمة في الأعمال الفنية أو المشاركة في تطويرها. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز دور المجتمع في صناعة الفن، وتشجيع التفاعل بين الفنانين والجمهور.
سيتم تنظيم جولات إرشادية يومية تُتيح للزوار اكتشاف الأعمال الفنية بمساعدة مرشدين متخصصين، مما يضفي بعداً تعليمياً على التجربة ويُمكن الزوار من فهم الرسائل والتقنيات التي استخدمها الفنانون.
احتفال "نور الرياض" يُعتبر منصة دولية تجمع بين الفنانين السعوديين والعالميين، مما يعزز من مكانة الرياض كعاصمة للفن والثقافة. من خلال تقديم أكثر من 60 عملاً فنياً من قبل نخبة من المبدعين، يهدف الاحتفال إلى دعم التبادل الثقافي وإتاحة الفرصة للفنانين السعوديين للظهور على الساحة العالمية. كما يُساهم الاحتفال في ترسيخ مكانة الفنون في المجتمع، وإبراز دورها في التنمية الثقافية والاقتصادية.
ما يُميز احتفال "نور الرياض" ليس فقط جودة الأعمال الفنية، بل أيضًا الأثر الذي يتركه على المجتمع. الفنون هنا ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل أداة لتعزيز الترابط الاجتماعي وتشجيع المشاركة المجتمعية. من خلال الدمج بين التاريخ، الطبيعة، والفن المعاصر، يقدم "نور الرياض" تجربة شاملة وفريدة تتيح للزوار من مختلف الخلفيات فرصة للاحتفال بالفن واكتشاف آفاق جديدة للإبداع.