في النصف الثاني من القرن العشرين، بدأت الروبوتات الشبيهة بالبشر في الانتشار، حيث تتنافس العديد من الشركات العالمية على إنتاج روبوتات أكثر ذكاءً وتعقيداً كل يوم.
ومع ذلك، يشعر الكثيرون بالقلق إزاء المخاطر المحتملة المرتبطة بالتطورات السريعة في عالم الروبوتات، وبخاصةً مع التقدم الذي طرأ على تقنيات تشغيلها وازدياد استخدام الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى ذلك، أصبحت هذه الروبوتات قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام بمهارة عالية، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عمليات خدمة العملاء وأنشطة التسلية والرعاية الصحية.
وتشير التقارير إلى أن حجم سوق ابتكار الروبوتات اليوم يصل إلى 680 مليون دولار أميركي، ومن المتوقع أن يزيد حجم السوق بنسبة 35 في المئة بحلول عام 2030.
ومع تزايد استخدام الروبوتات الشبيهة بالإنسان في مختلف المجالات، ظهرت مخاطر تتعلق بالتقدم التكنولوجي السريع وتطور الذكاء الاصطناعي، فتنقل الروبوتات الشبيهة بالإنسان بسرعة في السوق العالمية، يثير مخاوف الكثيرين حول فقدان الوظائف البشرية، فقد تؤدي هذه الروبوتات المتطورة إلى استبدال العديد من الوظائف التقليدية، مما يتسبب في فقدان فرص العمل للبشر وزيادة معدلات البطالة.
كما يمكن أن تصبح الروبوتات هدفًا للاختراقات السيبرانية إذا تمكن أحدهم من اختراق هذه الروبوتات، فقد يتم استخدامها في أعمال ضارة أو التجسس على المعلومات الحساسة.

وقد تؤدي الروبوتات الشبيهة بالإنسان إلى تبديد الهوية البشرية، حيث يمكن أن يتم استخدامها لتنفيذ مهام تمثيل البشر في مختلف السيناريوهات ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان القيمة الفريدة والتواصل الإنساني الحقيقي في بعض الجوانب من الحياة.
وعلى الرغم من المخاطر المحتملة، يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات للتعامل مع الروبوتات الشبيهة بالإنسان بشكل آمن وفعال، فيجب أن يكون هناك تركيز كبير على تدريب وتأهيل الموظفين على استخدام الروبوتات الشبيهة بالإنسان ويجب تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع هذه التكنولوجيا المتطورة.

كما يجب تعزيز الأمان السيبراني للحد من فرص الاختراقات السيئة والوقاية من الاستخدام غير القانوني للروبوتات الشبيهة بالإنسان ويجب وضع قوانين ولوائح صارمة لتنظيم استخدام هذه الروبوتات في المجتمعات والشركات ولابد أن تحمي هذه القوانين حقوق الأفراد والجماعات وتضمن استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة مسؤولة.
ولا شك أن الروبوتات الشبيهة بالإنسان تقدم إمكانيات مذهلة وتحسينات في العديد من المجالات ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين ونتعامل مع هذه التكنولوجيا بحكمة ومسؤولية من خلال اتخاذ الاحتياطات المناسبة ووضع اللوائح الصارمة، حتى نتمكن من الاستفادة من فوائدها دون التعرض للمخاطر المحتملة لنمنح الروبوتات الشبيهة بالإنسان فرصة لتعزيز حياتنا ومجتمعاتنا بشكل إيجابي.