السعودية رمز الثقافة والحضارة رغم التحديات

كتب / محمد العيسى


الرياض - الكون بزنس


انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، فإننا نحرص أشد الحرص على إقامة حقوق الإنسان بشكل كامل، أكثر من أولئك الذين يتشدقون بها. كما أننا نحرص على العدل أكثر ممن يدعون إقامته.


أصبحت السعودية بلا شك عاصمة الثقافة العربية، وهذا لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة لجهود متواصلة منذ أبريل 2016، حيث انخرطت المملكة في مسار جعلها مركزاً سياحياً رائداً بفضل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورؤيته الطموحة للمملكة 2030.


في الأيام الماضية، تم عرض فيلم هندي يحمل اسم "The Goat Life" أو "حياة الماعز". وللأسف، يحكي الفيلم عن تجربة مغترب في السعودية، ومنذ بداية أحداثه، يظهر بوضوح مستوى السذاجة والاستهتار بعقلية المشاهد. نحن نعلم جميعًا أن الدراما أو الفن عموماً ما هو إلا مرآة لنقل الواقع، وليس للتدليس وقلب الحقائق.

اتفقنا أو اختلفنا مع قصة الفيلم، لابد أن تعرف عدة أشياء تم طمسها فيه:


في القصة الحقيقية، لم يكن الهندي مسلمًا.


لم يكن له شريك في السفر، بل تعرف على هندي آخر يعمل في مرعى يبعد عنه بضعة أميال عندما كان يرعى أغنام الكفيل. صادقه وتعلم منه اللغة وبعض المهارات. وعندما طلب مرارًا وتكرارًا من الكفيل أجره، رفض الكفيل. وعندما طلب منه أن يتركه يذهب، رفض أيضًا، مما دفع الهندي إلى الجنون وحمل قطعة حديد وقتل الكفيل بها.


عندما تأخرت عودة الكفيل، جاء أهله ليبحثوا عنه ووجدوا جثته. بعد إبلاغ الشرطة، اكتشفوا حقيقة الجريمة وحقيقة ظلم الكفيل للهندي. تم القبض على الهندي وحُبس، ولكن عندما عرف أهل البلدة قصة الهندي المظلوم، جمعوا له نقود الدية بقيمة 170 ألف ريال، وذهبوا لأولاد الكفيل وأخبروهم بحقيقة ظلم أبيهم للرجل، وأن ما قتله الهندي إلا قهراً وانتقامًا لنفسه. فتشاوروا وأخبروا الجمع بأنهم سامحوا الهندي لوجه الله، ولا يريدون منه دية لعل الله يغفر لأبيهم ما فعله.


عندما ذهب الجميع للهندي في محبسه وأخبروه، ذُهل الرجل وفوجئ بالجمع يعطونه الدية التي جمعوها، ويخبروه أن بإمكانه أن يبدأ مشروعًا في بلده بهذا المبلغ. فسأل المترجم متوترًا: "أليس الكفيل المزيف مسلمًا مثلهم؟" فأخبروه أنه فرد، وتصرفه الخاطئ لا يعبر عن الإسلام، وأن الإسلام هو من شرع الدية والعطاء للمحتاج، ولو كان آثمًا. فإذا بالرجل يُسلم في الحال، معلنًا إسلامه وسط محبسه، ليعود لبلده مسلمًا غنيًّا كريمًا.


ولكن، تبقى آفة السينما والكتابة هي طمس الحقائق. وبعد تحليل مشاهد الفيلم، لا أجده سوى محاولة لتشويه صورة المملكة والعرب جميعًا، وإبراز أن الشعب السعودي والعربي بالكامل يتمتع بالوحشية والعنصرية ضد المغتربين. بالرغم من أننا لا نبرئ الشخص الذي أساء، إلا أن هذا تصرف فردي، وشرير المجتمع لا يمثل المجتمع.

من الأمثلة المشرفة لنا وللوطن العربي بأكمله والتي نجحت في السعودية، شركة "سعودي أوجيه"، التي تعود ملكيتها إلى رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. استحوذ الحريري على شركة "أوجيه" الفرنسية ودمجها في شركته لتصبح "سعودي أوجيه". بدأت طفرة "سعودي أوجيه" في الثمانينات والتسعينات، واستمرت مع بداية الألفية الجديدة. توسعت الشركة لتشمل قطاعات الاتصالات والعقارات والبنوك، إضافة إلى التأمين والصناعات الخفيفة. وأنجزت الشركة على مدار أربعة عقود مشاريع عملاقة.


ولا يمكننا أن نغفل عن الأمير الوليد بن طلال، الذي يعتبر واحدًا من أشهر رجال الأعمال في الوطن العربي. يدعم الوليد القضايا الإنسانية بتقديم تبرعات تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار أمريكي. وتعد مجموعة الوليد بن طلال من أكبر المجموعات في العالم، وهي واحدة من أكبر الشركات المستثمرة في الولايات المتحدة الأمريكية.


ومن الجدير بالذكر أن الاستثمارات الهندية في المملكة العربية السعودية تجاوزت 40 مليار دولار، وتشمل أكثر من 500 شركة هندية تعمل في مختلف المجالات داخل المملكة. هذا الرقم يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويؤكد على الدور الهام الذي تلعبه السعودية في دعم الاستثمارات الأجنبية.


كل هذه الإنجازات تمت تحت راية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله ورعاهم.


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

75%

لا

25%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023