عُمان - الكون بزنس
كتب: صادق جواد المطر
الفنون هي اللغة المشتركة بين شعوب العالم، فهي تتجاوز كل الفوارق، لتصنع لها حوارًا حضاريًا متميزًا. فعن طريق الفن تستطيع الشعوب مد جسور التواصل والتقارب والتعارف فيما بينها.
الفن التشكيلي رسالة ليست ككل الرسائل. هذا العمل يتطلب شخصيات من نوع خاص يتمتعون بدرجة عالية من الثقافة وسعة الاطلاع ورؤية ثاقبة وحنكة وبراعة في التعامل مع مختلف الشخصيات.
الفنان الحقيقي هو ذلك الفنان الذي يبهر العالم بالعمل الفني المتقن والمظاهر التي يتمتع بها الفنان الحقيقي، من الحضور للملتقيات في كثير من الدول والمشاركة في كثير من الفعاليات.
مما يراه البعض أكثر رفاهية في ظاهرها، ولكن خلف ذلك المظهر عبء ثقيل ومهام جسيمة وأمور صعبة من جهد وتعب وإرهاق ومصروفات مالية كثيرة بالإضافة إلى المسؤولية.
لذا فإن الطريق للنجاح والصعود للقمة ليصبح الشخص فنانًا حقيقيًا وممثلاً لدولته ليس مفروشًا بالورود، وإنما يتطلب العديد من المهارات الذاتية من حيث القدرة على التواصل مع الآخرين والثقة في الذات والمهارات الشخصية، كالانتباه وسرعة البديهة وسرعة ردود الأفعال وتنظيم الأفكار والحديث. واضعًا نصب عينيه نقل وسائل المودة والمحبة والعلاقات الطيبة.
الفن بشكل عام موهبة تتجاوز العقل الطبيعي للإنسان الطبيعي. الإبداع هو مرحلة تفوق العقل الطبيعي، فهو مختلف عن الآخرين، مرحلة متطورة من التفكير. فحقًا فنان واحد في دولة واحدة إذا تم الاهتمام به سوف يكون سفيرًا فوق العادة.
وكل ما ذكرته أعلاه وجدته في شخصية مميزة ونادرة في فناننا عبدالعظيم الضامن، حيث كان هو المميز من بين الفنانين الكثيرين في معرض ظفار الدولي للفن المعاصر. قام بأداء مميز في الأمسية الثقافية وبتقديمه العرض الفني المباشر بمشاركة الحضور وبلوحاته الرائعة. فهو حقًا أبهر الجميع، وظهر ذلك واضحًا خلال التكريم حيث ضجت القاعة الممتلئة بالتصفيق الحار وذلك بسبب ردود الأفعال القوية أثناء الاحتفاء بتجربته في الأمسية الثقافية (الوحيدة خلال أيام المعرض) "ريشة فنان"، حيث كان المحاور ملمًا ومطلعًا بجميع أعماله ومنجزاته وكأنه عضو من أعضاء النادي ويشارك في جميع فعاليات النادي.
وأضاف إلى ذلك انبهار الحضور الكثيف عندما قدم عرضه الفني المباشر، بمشاركة الحضور بعنوان "الفن رسالة حب وسلام". وخلال تجوالي في المعرض رأيت الإعجاب الكبير والكلام المديح عن الفنان الضامن وأعماله، بل حتى خارج المعرض ونحن نتجول في المدينة، يتوقف الناس عنده ويقولون له: رأيناك في التلفزيون وفي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
نعم، إن الفن هو اللغة الوحيدة والمشتركة بين أقطار العالم التي تجمع ولا تفرق. شكرًا إلى عنان السماء لفناننا أبا محمد لإعطائي هذه الفرصة النادرة لمصاحبته في هذه الرحلة المميزة.