بكل مودة وحزن عميق، نودّع الفقيد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي، الذي غادرنا عن عمر ناهز 58 عاماً، تاركاً لنا حنيناً من الإخلاص والتفاني في خدمة وطنه وشعبه.
ولد الفقيد الراحل، الشيخ سعيد بن زايد، في مدينة العين عام 1965، وكان الابن السادس للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. منذ صغره، برزت قيم الإخلاص والمحبة للوطن في نفسه، حيث أتمم بإخلاص وعزيمة الأعمال التطوعية وأداء الواجب الوطني.
تخرّج الشيخ سعيد بن زايد من جامعة الإمارات العربية المتحدة في عام 1988، حاصلاً على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد. ومن ثم، عيّن وكيلاً لدائرة التخطيط في أبوظبي وأصبح عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة. كان قائداً لدائرة الموانئ البحرية لفترة تمتد لأكثر من خمس سنوات (1991-1996)، حيث لمعت كفاءته وإخلاصه في أداء مهامه بكل يقين وجدارة.
بالإضافة إلى ذلك، شغل منصباً فعّالاً في مجلس أبوظبي للإنماء، ومنذ عام 2010، قام بتحمّل مسؤوليات منصب ممثل حاكم أبوظبي. كما كان يتولى مسؤولية تمثيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الزيارات الرسمية خارج الدولة.
كان الفقيد الشيخ سعيد بن زايد يتميّز بحبه للفنون المعمارية واهتمامه الكبير بالتصاميم العمرانية العالمية. وقد برهن عن هذا الاهتمام من خلال مساهماته الفاعلة والمؤثرة في العديد من المشاريع التنموية، مما جعله أحد أكبر المساهمين في تقدم وتطوير البنية العمرانية للدولة بشكل عام، وإمارة أبوظبي بشكل خاص.
عاش الشيخ سعيد بن زايد شغفاً بالرياضة بشكل عام، إلا أن كرة القدم احتلت مكانة خاصة في قلبه. ساهم بقوة في دعم القطاع الرياضي في الدولة، حيث شغل منصب رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لمدة عام (2002-2003). كما قاد نادي الوحدة الرياضي بتفانٍ واهتمام، ونجح في قيادة الفريق نحو تحقيق العديد من الألقاب، وصنع أجيالاً كروية تاريخية جعلت منه الأب الروحي والرئيس التاريخي لنادي الوحدة.
وبفقدان الشيخ سعيد بن زايد، خسرت الإمارات أحد اهم رجالها المخلصين، الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الوطن والمجتمع. ترك أثراً إيجابياً في مختلف المجالات التي تولّاها، وترك بصماته الواضحة في تطوير البنية العمرانية ودعم الرياضة. إنه رجل عاش بإخلاص وكرّس نفسه لخدمة الآخرين، وستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا. نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان.
