يبدو أن الحياة قبل كوفيد ١٩ اختلفت كليا عن الحياة بعده، وتحولت أمور كثيرة كنا قد اعتدنا عليها واعتادها العالم أجمع، ومن الظاهر أن موضوع سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على سوق النفط والطاقة سوف ينتهي وذلك بعد سماح واشنطن لمشروع نورد ستريم٢ بالاستكمال، وهو مشروع أنابيب استجرار الغاز الطبيعي الممتد من سواحل روسيا المطلة على بحر البلطيق وصولا إلى الساحل الألماني بطول يقدر حوالي ٢٤٦٠ كلم بتكلفة تقارب ١١ مليار دولار بمشاركة أهم الشركات الأوروبية وأكبرها.
السؤال الأهم هنا أنه كيف سيؤثر هذا المشروع على قوة أميركا الاستحواذية على الطاقة في العالم؟؟
ولقد صرّح روبن كوينفيل القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة في برلين أن خط الأنابيب ليس مجرد مشروع اقتصادي، ولكنه أداة سياسية للكرملين لتجاوز أوكرانيا وتقسيم أوروبا وذلك بحسب موقع (DW)، وتعتبر أيضا أن هذا الخط يشكل تهديدا لأمن حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كونه يزيد الاعتماد على روسيا، وتتبادل روسيا الاتهامات ضد أميركا بمحاولة عرقلتها هذا المشروع من أجل الحفاظ على تدفق إمدادات الغاز الطبيعي الأمريكية، الأكثر تكلفة، للسوق الأوروبية.
ويبدو أن رفض أميركا الأساسي لهذا المشروع هو خسارتها لدول كثيرة كانت تستفيد منها وتمدها بالغاز والخوف الأكبر هو انضمام دول أخرى جديدة إلى هذا الخط والاستفادة من قرب مسافة الاستجرار على عكس بعد المسافة بينها وبين أميركا.
سوق الغاز في تجاذب بين أميركا وروسيا
