فوز "الملكي" ببطولة نخبة آسيا: انتصار يتجاوز حدود الرياضة!

بقلم/ محمد العيسى


جدة - الكون بزنس


في دروب المجد، وعلى وقع الهتاف المتعالي، وامتداد الآمال الكبيرة، يظل الإيمان بالحلم هو الركيزة التي لا تتزعزع. وفي زحام التفاصيل اليومية، تبرز لحظات فارقة لا تُكتفى بتوثيقها في كتب التاريخ، بل تُنقش في الذاكرة الجمعية للأمة. ومن بين هذه اللحظات المجيدة، بزغ فجر جديد من جدة، حيث تُوّج النادي الأهلي السعودي، المعروف بـ"الملكي"، بطلاً لدوري نخبة آسيا، مساء الأمس، ليُعلن عن بداية فصل جديد في ملحمة الرياضة السعودية المتجددة.


هذا التتويج لم يكن مجرد إحراز كأس، بل كان لحظة رمزية جسّدت جوهر الصراع الإنساني: الإصرار، الإيمان، والمضي قدمًا رغم العثرات. كتب "الملكي" سطور المجد عبر دروب الشغف، ولامس الذهب بعد سنوات من الانتظار، ليُثبت أن من يسكن قمم الطموح لا يخشى وعورة الطريق ولا ضباب المستقبل.

في ليلةٍ اشتبك فيها صدى الجماهير مع نبض الأرض، سطّر غالينو وكيسييه هدفي الفوز في شباك كاواساكي الياباني. لكن الهدف الأسمى لم يكن في الشباك وحدها، بل في النفوس والعقول. لقد كان هدفًا نحو إحياء الأمل في قلب كل من فقده، ورسالة لكل من ظنّ أن المجد حكرٌ على فئة دون أخرى: أن الطموح لا جنسية له، وأن المجد يُمنح لمن يسعى إليه بعزيمة وإيمان.


هذا الانتصار لا يمثل مجدًا لنادٍ فقط، بل تجسيدًا لرؤية وطن بأكمله. فبتأهله إلى كأس العالم للأندية 2029، وكأس القارات 2026، ومشاركته المرتقبة في كأس التحدي بين القارات، وضمانه مقعدًا مباشرًا في دوري أبطال آسيا المقبل، أثبت الأهلي أن الاستثمار الحقيقي يكمن في الإنسان، والفكر، والمنهج. وأن الطريق إلى المجد يبدأ من التخطيط، ويمر بالإصرار، وينتهي بالتتويج.



وقد كان لهذا النجاح خلفية وطنية داعمة، تمثلت في القيادة الرشيدة التي آمنت بأن الرياضة ليست ترفًا، بل رافعة للنهضة، ومنصة للتمكين، وجسرًا للإنجازات العالمية. كل الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، الذي حوّل الطموح إلى خطة عمل، والمستحيل إلى واقع نعيشه.

 أما سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، فقد أعاد تعريف الرياضة من مجرد منافسة إلى صناعة، ومن ترف إلى هوية وطنية شاملة. بقيادته، انتقلت الرياضة من المشاركة إلى الريادة، ومن الهامش إلى قلب الحراك التنموي، لتصبح مصدر إلهام وأداة فعالة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا.


في الرياضة كما في الحياة، البطولة ليست أن تصل أولًا فحسب، بل أن تظل واقفًا حين يتساقط الآخرون. والأهلي، في هذا السياق، ليس مجرد نادٍ، بل نموذج حيّ على أن من يتسلح بالرؤية، ويصبر على التحديات، ويؤمن بالتحول، قادرٌ على إعادة تعريف الممكن وتجاوز المألوف.



ختامًا، لم يكن تتويج "الملكي" إنجازًا عابرًا، بل كان إعلانًا عن ولادة مرحلة سعودية جديدة، تتقد طموحًا، وتنبض وعيًا، وتكتب قصة مجد لا يُستورد، بل يُصنع على أرض الوطن، بأيدي أبنائه وإصرارهم.


 


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

86%

لا

14%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

75%

لا

25%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

46%

لا

54%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023