مبادرة المسح الجيولوجي السعودي 2030: أضخم مشروع جيولوجي عالمي لدراسة الدرع العربي

السعودية - الكون بزنس


أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن إطلاق واحدة من أكبر المبادرات الجيولوجية في العالم، وهي مبادرة المسح الجيولوجي الشامل للدرع العربي، والتي ستستمر حتى عام 2030. تهدف هذه المبادرة إلى إجراء مسح دقيق ومفصل لمنطقة الدرع العربي، وتعتبر المبادرة الأضخم في نوعها بناءً على مساحة الدرع العربي الكبيرة، ومدة المشروع الممتدة لعقد كامل، والتقنيات المتطورة المستخدمة. يُتوقع أن تكون هذه المبادرة إحدى الركائز الأساسية التي تسهم في جذب الاستثمارات الضخمة، خاصة في قطاع التعدين الذي يشهد تناميًا في الطلب العالمي على المعادن.


كشف الدكتور وديع قشقري، مالك مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، عن أن المبادرة تعتمد على حزم بيانات تشمل 60٪ من مساحة الدرع العربي، وسيتم جمع البيانات الجيولوجية عبر استخدام تقنيات حديثة مثل المسح الجيوفيزيائي الجوي بطرق المغناطيسية والإشعاعية، إلى جانب بيانات جيوكيميائية أرضية لرواسب الأودية. وتُعد هذه الأساليب من الأكثر فعالية، إذ تمكّن الجيولوجيين والمستثمرين من تحديد مواقع المعادن بدقة، وتقدير حجم احتياطاتها، مما يعزز القدرة على استغلال الموارد الطبيعية بشكل فعال.

إلى جانب المسح الجوي، سيتم توفير بيانات جيوكيميائية تركز على تركيزات المعادن الثقيلة، إضافة إلى مشروع الخرائط الجيولوجية، الذي يعد أحد المخرجات الهامة للمبادرة. هذا المشروع يقدم معلومات دقيقة حول خصائص الصخور والتركيبات الجيولوجية للدرع العربي، ويسهم بشكل فعال في تحديد أماكن تمركز الخامات المعدنية مثل الذهب، والنحاس، والزنك، التي تمثل أهمية كبرى للاقتصاد السعودي.


تعتبر المبادرة الجيولوجية أحد مشاريع رؤية السعودية 2030، والتي تركز على تعزيز التنويع الاقتصادي واستغلال الموارد الطبيعية بطرق تساهم في زيادة الناتج المحلي. فبحسب الدكتور وديع قشقري، فإن توفير هذا الكم الكبير من المعلومات الجيولوجية الموثوقة سيسهم في رفع القيمة المضافة لقطاع التعدين، من خلال توفير البيانات الدقيقة التي يحتاجها المستثمرون لإطلاق مشاريعهم التعدينية بأمان وفعالية.

كما أن تنوع المعلومات المستخلصة عبر تقنيات المسح الحديثة، من بيانات مغناطيسية وإشعاعية وجيوكيميائية، سيُمكّن المستثمرين من فهم شامل للبيئة الجيولوجية للدرع العربي، مما يخفف من مخاطر الاستكشاف ويمكّن الشركات من تحديد أفضل المناطق لاستثمار الموارد المعدنية. ومع ازدياد الطلب العالمي على المعادن، تفتح المبادرة السعودية آفاقًا جديدة للاستثمار في قطاع التعدين، مما قد يجعل السعودية من أكبر الدول المصدرة للمعادن في المستقبل القريب.


إلى جانب الفوائد الاقتصادية، تساعد المبادرة في تطوير المعرفة الجيولوجية وتوفير فرص عمل جديدة في مجال التقنيات الجيولوجية المتقدمة والتعدين، كما أنها تعزز من استخدام التقنيات الحديثة التي تقلل من الأثر البيئي لعمليات المسح والاستخراج. وستشمل المبادرة برامج تدريب للشباب السعودي، لتمكينهم من اكتساب الخبرات اللازمة في مجال الجيولوجيا والمسح الجيولوجي، مما يساهم في رفع كفاءات القوى العاملة المحلية ويسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030.


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

80%

لا

20%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023