ولادة المواهب في زمن العجائب!

من رحم الأزمات تولد الفرص، ومن الواقع المرير يمكن للإنسان أن يصنع قدرا جميلا لنفسه، فلقد أتاح وباء كورونا الآلاف من فرص العمل للعاطلين عن العمل، وأعطى بعض الموظفين مدخولا آخر يعين به نفسه على الأيام، و مع انتشار وباء كورونا وبالأخص في البلد صاحب الاقتصاد الأكبر عالميا، هناك سؤال يطرح نفسه دائما، أين صار الاقتصاد الأميركي في ظل هذه الجائحة؟ وكيف تصرف شعبها مع البطالة الكبيرة التي ألمّت بهم؟ وما هي المشاريع التي ازدهرت في ظل هذه الجائحة؟

مع ازدياد عدد الإصابات بكورونا في الولايات المتحدة الأميركية؛ ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير في البلاد، ومن المعروف أن شعبها لا يستسلم للأمر الواقع، بل يكافح حتى الأمل الأخير، لذلك برزت ظاهرة إنشاء الشركات بشكل هائل غذته سهولة التمويل وانخفاض قيمة الفوائد من المصارف.

بين شهري يوليو وسبتمبر تم إنشاء ١،٦ مليون شركة في البلاد على الرغم من تراجع إيرادات الدولة بشكل كبير والانخفاض الذي رافق المجال الاقتصادي، وهو رقم قياسي يسجل خلال أقل من نصف عام، وكان السبب في ذلك البطالة التي سببها كوفيد ١٩، والذي أدى إلى إغلاق معظم الشركات خوفا من الخسارة وبالأخص الشركات السياحية والمطاعم والقطاعات التي تعتمد على جذب عدد كبير من الزبائن والاختلاط الاجتماعي.

إن المعاناة تخلق الإبداع والسعي نحو الأفضل، فنستطيع القول أن هذا الوباء ما هو إلا فرصة لنا لنقدّر ذاتنا ونختبر إمكانياتنا، ولقد عرّفنا ذلك الوباء على قيمة الحياة الاجتماعية والملل الذي تُغرقنا فيه الهواتف والحواسيب، وصرنا نرمي بكل وسائل الاتصال جانبا وننظر من النوافذ إلى الطبيعة متمنين انتهاء هذا الحال، أضف على ذلك كل تلك المشاريع التي كنا نحلم بإنشائها إلا أننا لم نجد الوقت لذلك، ولكن بعد البطالة التي ألمّت بنا أصبح لدينا المتسع من الوقت لتحقيق أحلامنا، وبالأخص إذا كنت في بلد مثل الولايات المتحدة، التي تعطيك الفرصة لتحقيق حلمك، فهي لا تجعل من رأس المال عائقا أمام طموح المواطن، لذلك كثرت الاستثمارات وأصبح لدى كل عائلة تقريبا مشروع خاص بها سواء في الصناعة أو التجارة أو الزراعة أو الخدمات.

ينصح بعض الخبراء بالاهتمام بالهوايات وصقلها أثناء الحجر المنزلي أو البطالة، لأنه من الممكن أن تصبح هذه الهواية مشروعا صغيرا أو متوسطا لصاحبه، ومن بعض التجارب يمكن القول أن الجلوس في المنزل لم يعد مملا كما كان في السابق.

يمكن تعلم مهنة صناعة الصابون المنزلي أو طهي الطعام وإرساله عبر شركات التوصيل أو صناعة الكروشيه وبعض التذكارات الجميلة المصنوعة من مادة الإيبوكسي ثم بيعها... أو حتى إنشاء شركة توصيل صغيرة وإشراك العائلة في فريق التوصيل أيضا، أما بالنسبة للمعلمين فيمكنهم إعطاء حصص دراسية أو تقوية عبر الانترنت بكل راحة، والأفضل من هذا كله هو التسويق الإلكتروني، حيث يجلس الأشخاص بمعدل ٦ ساعات تقريبا في اليوم على مواقع التواصل، مما يجعل الأمر سهلا بالنسبة لتسويق المنتجات على أنواعها وبيعها بكل سهولة أثناء تواجدك في المنزل مستلقيا على فراشك.

يعتبر اقتصاد أميركا هو الأقوى في العالم، وذلك يعود إلى نشاط مواطنيها وهمّتهم العالية، فهم مستعدون أن يقضوا حياتهم كلها في العمل،  ويعود نجاح الاقتصاد الأميركي على القدرة العالية في الصناعة التي تعتمد على التجديد، وصدارتها التكنولوجية وتنوع المنتجات ووجود اليد العاملة المؤهلة في كل المجالات.

ولكن يبقى السؤال هل من الممكن أن يتراجع الاقتصاد الأميركي ليحل مكانه اقتصاد بلد آخر بعد هذه الأزمة، أم ستنفض نفسها من تحت الركام لتعود وتفرض سيطرتها على الاقتصاد العالمي؟


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

80%

لا

20%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023