وليد الفراج ومنذر بطاطي: سر نجاح "أكشن مع وليد" بين الإثارة والمهنية

بقلم: عيسى المزمومي


الخبر - الكون بزنس


في فضاء الإعلام الرياضي، تتعالى الأصوات وتتصادم الآراء، وتتشكّل البرامج بين صخب الجماهير وتوقهم للمعلومة والمتعة. وفي خضم هذا الزخم، يبرز برنامج "أكشن مع وليد" كواحد من أنجح التجارب الإعلامية، ليس لأنه يخلو من الجدل، بل لأنه يحتضنه ويحوّله إلى وقود للإثارة والتجديد.


الإعلامي المخضرم وليد الفراج لم ينجح فقط في تقديم برنامج، بل استطاع أن يصنع حالة، وأن يطوّع الجدل لخلق تفاعل جماهيري واسع. بعض المتابعين قد يسقطون نقدهم على البرنامج من زاوية الميول أو الحدة، لكن الحقيقة التي لا يجب أن تغيب هي أن الإثارة ــــ في الإعلام ــــ فن بحد ذاته. فنٌ يستند إلى أدوات دقيقة، أبرزها: المهنية، الإعداد العميق، والقدرة على احتواء التنوع لا التنازل أمامه!

وهنا، لا يمكن إغفال دور الزميل الإعلامي منذر بطاطي، الذي يشرف على إعداد الحلقات. فالإعداد اليومي الذي يبدأ من الرابعة عصرًا وحتى موعد البث، لا يعكس فقط التزامًا بالوقت، بل يظهر تفرغًا كاملاً وإخلاصًا نادرًا في هذا الزمن المتسارع. إنه عمل خلف الكواليس، لكنه أساس النجاح أمام الكاميرا. قد يُتهم البرنامج أحيانًا بميل نحو نادٍ دون آخر، ولكن الميول لا تُلغي المهنية إذا حضرت العدالة في الطرح والمساحة في العرض. فالإعلام ليس حياديًا تمامًا، لكنه مُطالب دائمًا بالعدالة. وبرغم المنافسة الشريفة من برامج أخرى ــ كبرنامج الزميل تركي العجمة الذي يحظى بجماهيرية جارفة ــ يبقى "أكشن مع وليد" في صدارة الاهتمام، ليس لأنه الأفضل دائمًا، بل لأنه الأكثر تفاعلًا وجدلاً واستمرارية.

لكن، لماذا نجح وليد الفراج وأخفق غيره؟! الجواب يكمن في كلمة واحدة: المهنية. فالجمهور اليوم لم يعد متلقيًا سلبيًا؛ هو ناقد، ومراقب، ومشارك، وهو من يحكم على المحللين ويقيّم الأداء ويكافئ المميز بمتابعة مستمرة. من هنا، تتجلى أهمية وجود أسماء خبيرة في البرنامج كالحكم السابق محمد فودة، الذي يقدم بعدًا تحليليًا دقيقًا يعزز مصداقية الطرح. "أكشن مع وليد" ليس مجرد برنامج، بل ظاهرة تستحق التأمل. هو مزيج بين الحرفة الإعلامية والمزاج الجماهيري، بين المهنية والميول، بين الإثارة والموضوعية. وبين وليد الفراج ومنذر بطاطي، تتجسد صورة من صور الوفاء للعمل، والصدق في تقديم محتوى رياضي ينبض بالحياة.


في النهاية، ليست كل الضوضاء مزعجة، فبعضها إيقاع. وهذا الإيقاع، حين يُعزف بمهنية، يصبح نجاحًا!


أخر إصدار من مجلة الكون بيزنس
تويتر
LinkedIn
Poll

هل ترى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة أعمال الشركات؟

نعم

83%

لا

17%

نعم

لا

مع أم ضد التعليم عن بعد؟

نعم

67%

لا

33%

نعم

لا

Do you have iPhone 12

نعم

50%

لا

50%

نعم

لا

جميع الحقوق محفوظة للكون بزنس © 2023